حدثني الأخ عبدالحميد اليحيى وهو ممن أثق فيما يقول – وكان أحد أفراد حملة محلية هذا العام حاولت أن أوقف سيارتي ولكن أحد الجنود اعترضني قائلاً : لو سمحت لاتقف هنا حماية للحجاج.. فوراً استجبت لأمره وحركت السيارة وفجأة أتى رجل الأمن متجهاً إلي وأخذ يقبل رأسي قائلاً : أرجوك تعذرني فهذا نظام على الجميع . أما المشهد الآخر فإن الأخلاق العالية التي يتحلى بها رجال الأمن شيء يشكرون عليه.. لاتسمع إلا الكلمات الطيبة والتسامح وكسب رضا الحاج في كثير من المشاهد. والمشهد الثالث هو التنظيم الهائل والمميز في موقع الجمرات فقد وضعت مسارات مدروسة تسمح بتفويج الحجاج وتمنع التزاحم وتأخذ شكلاً انسيابياً يتيح الفرصة للجميع بالرمي والوصول إلى حوض المرمى إلى جانب عدم السماح بافتراش الأرض وحمل الحاجيات التي تعيق الحاج . ومشهد آخر مهم جداً وهو تنظيم الجنود سواء الأمن وحماية الحجاج فكانوا على أتم الاستعداد عند الحاجة بشكل منظم وعلى مجموعات، كذلك الهلال الأحمر السعودي فكل ثلاثين متراً هناك مجموعتان الأولى بجانب الجمرة ومعها استعدادها من الأسرة والثانية كذلك خلفها لمساندة الأولى إلى جانب العدد الهائل من سيارات الاسعاف المجهزة لأي طلب . هذه مشاهد حية لواقع معاش وأهم من ذلك المشروع الضخم للجمرات الذي بإذن الله سوف يقضي على المشكلة التي قد تحصل في بعض السنوات بشكل جذري . هذا المشروع الذي اتضحت معالم نجاحه من حج هذا العام هو أحد مشاريع الخير التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين لراحة الحجاج. وهناك الكثير مما ينفذ ومما هو جار دراسته وتعميمه.. ويبقى على الدول الإسلامية أن تعمل دورات تثقيفية لمن أراد أن يحج ، لأنه – ومع وجود هذه الجهود الجبارة – يبقى تعليم الحجاج سواء قواعد الحج أو طرقه أوطريقة التعامل مع الآخرين واتباع أصول السلامة سواء في التدافع أو النظافة أو افتراش الأرض، وكذلك منع الشركات ومؤسسات الحج التي – وللأسف – تكون مهمتها مقتصرة على إحضار الحجاج من بلادهم إلى مكة المكرمة واستلامهم بعد انتهاء موسم الحج دون أي رعاية أو اهتمام. ختاماً الشكر لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ولرئيس لجنة الحج العليا الأمير الكريم نايف بن عبدالعزيز ولكافة العاملين من المدنيين والعسكريين . فالجميع أدى دوراً مميزاً وليس لهم جزاء إلا الأجر والثواب على جميع هذه الجهود. تقبل الله من الجميع حجهم.