وزراؤنا.. والشاشة الصغيرة
الأحد 12 جمادى الأولى 1426هـ 19-6-2005م
افتح أي صحيفة تجد تصريحاً أو أكثر من تصريح لأحد الوزراء كذلك تجد ردوداً من العلاقات العامة بهذه الوزارة على مواضيع لها علاقة مباشرة لصالح الناس وإلى هذا الحد ونكتفي باستخدام وزيرنا لوسائل الإعلام.وفي المقابل الآخر هم يقومون مشكورين بمقابلة الجمهور يومياً وقد حدد ساعة معينة لمن أراد أن يقابل معاليه وغالباً ما تكون هذه المقابلة لغرض شخصي لهذا المواطن. وعذراً إذا قلنا إن بعض وزرائنا لا نعرفهم ولم نسمع لهم صوتا يربط ما بين مسؤوليتهم وعلاقتنا بهذه الوزارة.. الكثير منا يجهل الصلاحيات المتوفرة في أي وزارة. وحيث أن هذه الوزارات ما وجدت إلا لأجل خدمة المواطن وفي مختلف القطاعات وتنوع هذه الخدمات ومن حقنا كمواطنين وبالذات أن بعضنا قد لا يستطيع أن يصل إلى مكتب معاليه سواء لبعد المسافة أو لقلة ذات اليد أو لاعتقاد بعض المواطنين أن طلبه قد لا يتحقق. وحيث أن وسائل الإعلام المقروءة والمرئية قد شملت أرجاء البلاد بل إن هذه الشمولية وصلت إلى أطراف العالم، لذا فإن الوزير ووكلاءه خير من يستخدم الشاشة الصغيرة لتكون حلقة وصل بينه وبين المواطنين داخل وخارج البلاد. كم هو جميل أن تخصص برامج ويعلن عنها مسبقاً بأنه سوف يتم مقابلة الوزير وإن يدعى لهذه المقابلة مجموعة من المواطنين، يقابلون معاليه ومساعديه وجهاً لوجه وعلى الهواء مباشرة ولا يكون هناك واسطة من الإعلام بل تترك الحرية لكل مواطن بأن يقدم ما لديه من اقتراحات وآراء فقد تكون مشكلته هي مشكلة الكثيرين والحل لها قد يحل مشاكل الآخرين. لست من مؤيدي أسلوب التلقين وعرض الأسئلة على المسؤول قبل البت ولكن الشفافية والمصداقية وسماع الرأي الآخر هي ما نحتاجه في هذا الزمان. وليكن هناك اختلاف وخلاف ما بين الوزير والمواطن ولكنها في النهاية تعطي انطباعاً وانسجاماً مع توجهات حكومتنا الرشيدة في رفع القيود واحتكار الرأي وإعطاء مساحة للرأي الصريح النافع. يجب أن نعترف بالتقصير إن وجد ويجب أن يعرف المواطن عن هذا التقصير وبالذات من الوزير نفسه هذا سوف يطمئن كل مواطن بجهود هذه الوزارة، بل يوجد نوعاً من العلاقة والمصداقية بين المواطن والمسؤول. ليعرف القاصي والداني أن بلادنا ليس بها احتكار للرأي ولا تفرد في القرار وأن امورنا شورى بيننا، والمسؤول يواجه المواطن بما لديه من صلاحيات وقدرات والمواطن يواجه المسؤول باحتياجه وأهمية تحقيق متطلبات حياته. إن من رأى لا كمن سمع وما أجمل أن يخرج وزراؤنا من مكاتبهم ويلتقون بالمواطنين ضمن برنامج محدد ومعلن عنه في مختلف مدن بلادنا الغالية. إن أهل مكة المكرمة في حاجة لمقابلة معالي الوزير كما هي الحاجة في القريات والدمام وجيزان والرياض والقصيم نعم نريد من وزرائنا أن يذهبوا إلى المواطنين لا أن يأتي المواطن إليهم. أعتقد جازماً أن معالي الوزير سوف تتغير الرؤية لديه أضعاف ما كان يتوقع من خلال التقارير التي ترفع له عن أوضاع أي منطقة بمعنى لا نريد أن تكون فروع الوزارات حاجزاً بين معاليه ومواطني هذه المنطقة ولا أن تكون التقارير هي المحطة النهائية في اتخاذ القرار. يزداد سرورنا كثيراً ببعض اللقاءات التي تتم في الغرف التجارية.. فهي توثق العلاقة بين المواطن والمسؤول وهذا شيء نريد أن ندعمه بكل وسيلة.