حوسة الانتخابات!
الأربعاء 14 محرم 1426هـ 23-2-2005م
الصحيفة : اليوم
تحقيقات وطعون وتكتلات. – ملايين طارت في الهواء. – استبعاد ناخبين. – وعودة ناخبين. – تكتلات علناً وبالخفاء. – حشود وتظلمات وشكاوى واتهامات. وأخيراً هدايا مالية وعينية وأهم من ذلك كله المفاطيح ومالذ وطاب. لماذا هذه المعركة والحوسة… هل خدمة الوطن لا تؤدى إلا بهذا الاسلوب، حقيقة إن صدق ظني فهذه هي المدينة الفاضلة التي يحكى عنها. كنت ولا أزال من جيل عركته التجارب حتى شاب رأسه.. بل شاب عقله فأصبح يعد العشرة بالهوينا ليحكم على كل جديد.. ونحن نخوض هذه التجربة الديمقراطية (كما يسمونها) أصحاب الفكر فإنني أخاف من الغرق.. نعم أخاف على مقومات وأنماط حياة بناها أسلافنا من دمهم وعرقهم وكانت ومازالت الشريعة السمحاء والسنة النبوية هي الفصل والحكم في كل شاردة وواردة. يخيل إلي من خلال ما يجري من أحداث وصراعات بين الناخبين ووزارة البلديات أن الأيام القادمة سوف تشهد أحداثاً كفانا الله شرها وشر ما ستأتي به مستقبلاً.. وكم تمنيت أن يتحقق هدف الانتخابات وبدون انتخابات. ولكن عندما أرى أن نظام البلديات يشتكى طول عمره وضعفه في تحقيق طموحات المواطن يجعلني بدلاً من أن أعد العشرة اكررها عدة مرات. نحن في حاجة ماسة إلى غربلة النظام المالي والبلدي، هذه الغربلة هي الأرضية الصالحة لمسار البلديات وما يتبعها.. وعوداً على الانتخابات ونحن في بداية الطريق لمستقبل الديمقراطية وحرية الرأي والفكر والمشاركة الوطنية، وكل هذا يجري من هرولة وعض الشليل ودفع الغالي والنفيس وطلب الفزعات ومآدب عليها مالذ وطاب، وهناك شاعر أو حكواتي يعدد مآثر هذا المرشح.. أقول ما حالنا إذا كانت هناك انتخابات لمجلس الشورى وغيرها.. غريب أمرنا.. فنحن لا نولي عملنا من يطلبه.. بل نبحث عن الأجدر والأفضل.. فهي أمانة وحملها عبء وندامة إذا كان كل ذلك من أجل الفوز بكرسي المجلس البلدي مع أنني فهمت اختصاصات المجلس البلدي كما يقول المثل (غمرت هواء… واحصد ماشي) أقصد لن تتجاوز إجراءات العضو البلدي كلمات أصبحت قانوناً إدارياً للتخلص من المسؤولية واتخاذ القرار المناسب مثل: نقترح، نرى، حسب النظام، يعرض للدراسة، لإكمال اللازم. أخـــيراً أعرف أن ما قرأته قد لا يعجبك ولكــن لا تذهب بك الأفكار بعيداً فما هذا إلا كلام ليل يمحوه النهار. أرجو القارئ العزيز الكريم أن يكون نهارك أجمل من ليلنا ويكفينا من هذه الانتخابات.. كل ليلة نحصل على عشاء وسعة صدر وأشعار وسواليف وياليت عندي خيام أؤجرها.