تلقيت دعوة كريمة من الاخ العزيز سليمان بن عبدالرحمن الحماد رئيس غرفة تجارة وصناعة الاحساء وذلك لحضور منتدى الاحساء للاستثمار.. هذا المنتدى الذي يأتي في وقته المناسب من حيث التسابق لطرح الفرص الاستثمارية وفي ظل التوجه الوطني لجعل بلادنا بما حباها الله به من مقومات مختلفة تكون في مقدمة الدول الاستثمارية. ولان اوراق العمل المعروضة فيها الكفاية عن الشرح والبحث.. لذا سوف اتطرق للموضوع من ناحية اخرى وهي تأصيل منطقة الاحساء الاستثمارية او لنقل التذكير بأن منطقة الاحساء تعتبر من اهم المناطق في جزيرة العرب فقد كانت دمشق الثالثة بعد القاهرة وبغداد وهذا لم يأت من فراغ فقد اثبتت الحقب التاريخية ان الاحساء بخصوبة ارضها وتفوق علمائها وسوقها التجاري المزدهر كانت محط الانظار لجميع البلدان المجاورة فقد كانت البعثات العلمية تأتي لحاضرة الاحساء من اجل تلقي العلوم المختلفة في وقت قل فيه العلماء وطلبة العلم فاصبحت هذه البعثات العلمية خيرا لبلادها وثقافاتها واستمر هذا العطاء في الامور التجارية فكانت القوافل التجارية تأتي للاحساء من اجل الاستثمار والبيع والشراء فازدهرت التجارة وكثرت الاموال. ولان موقع الاحساء الاستراتيجي جعل منها هدفا للتجارة غرب دول البحر الاحمر والخليج العربي والهلال الخصيب فتنوعت السلع واصبح لدى تجار الاحساء ثقافات تجارية استثمارية متنوعة وعزز من ذلك كله طبيعة الاحساء من لطف الجو وتنوع المواقع السياحية ووفرة المياه وكثرة النخيل والاشجار. وقدرات أهالي الاحساء المتميزة جعلت المنطقة بمثابة سلة الغذاء لجميع البلدان المجاورة سواء الغذاء التجاري أو العلمي أو الاستيطاني. واليوم يأتي هذا المنتدى الاستثماري لكي يؤصل هذا الموروث التارخي ولينقل للجميع بأن الاحساء وبرجالها لاتزال باذن الله ثم بالتوجه الكريم لحكومة خادم الحرمين الشريفين والمشاركات الوطنية والرغبة الصادقة في تقرير وتثبيت هذه المكانة الرائدة. حقيقة الشكر لله أولا وأخيرا ثم لاميرنا الكريم محمد بن فهد ولسمو محافظ الاحساء ولرئيس الغرفة واعضائها وتجار المنطقة فقد أدى الجميع دوره وبقي على رجال الاعمال ان يستغلوا هذه الفرص المتاحة قبل ان يأتي اناس من خارج بلادنا يهمهم الاستثمار واقتناص الخيرات.