حلال عمك .. لا يهمك

الأثنين 20 شوال 1429هـ 20-10-2008م

الصحيفة : اليوم

الشيخ عبدالكريم الجهيمان أطال الله في عمره ألف العديد من الكتب والتي حفظت لنا أمثالنا الشعبية وقصص وحكايات مجتمعنا السعودي ومن أقدم مؤلفاته والتي مرت على رئيس التحرير أيام زمان ولكنه أغمض لها العين وسمح لها بالطبع كتاب الأمثال الشعبية (أقصد الطبعة الأولى)والتي نادراً ما نجدها وغيرها إلا عند بعض الوراقين ممن ينطبق عليهم المثل الشعبي (أبخل من صواية الليل) علماً أنني أحدهم . المهم أحد هذه الأمثلة والتي كل واحد منها يستحق أن يكتب عنه قوله (حلال عمك.. لا يهمك) .. ولك الخيار أن تضع أي تفسير يتلاءم وحالتك مع الشخص المقابل لك .. ومن المتوقع أن هذا العبد الآبق كان عمه يكلفه من الأعمال ما لا يطيق حتى ضاقت نفسه وطفح به الكيل فأصبح يفسد في مزرعة عمه، فلا يسقي الحرث ولا يجمع الغلة ولا يطعم الماشية . وكلما سئل عن ذلك قال هذا المثل . وسبب طرحي هذا المثل مناظر مؤذية أشاهدها وغيري بصورة مستمرة ومنها : 1-عندما يفتح أحد المقيمين أو حتى أبناء البلد نافذة سيارته ثم يرمي مناديل الورق أو العلب الفارغة أو حتى أكرمكم الله يقوم بالبصق دون أي احترام أو تقدير أو احتساب لمن خلفه من الناس ومن المؤسف أنه يرى عامل البلدية المكلف بنظافة الشارع يقوم بعمله ومع ذلك بعضهم يقول مبتهجاً (خليه يشتغل) فعلاً من أمن العقوبة أساء الأدب . 2-تقوم البلدية بنظافة الشواطىء والحدائق يومياً وعند المساء نجدها وكأن معركة ضارية قد أصابتها فهناك مخلفات الأكل والأوراق والمعلبات تملأ الساحة وأيضا من المؤسف أن هؤلاء يرون صناديق القمامة أمامهم ولكنهم ليسوا على استعداد لجمع مخلفاتهم ورميها في هذا الصندوق .. نعم من أمن العقوبة أساء الأدب . 3-شوارعنا تطفح بالمياه جراء غسيل السيارات والمنازل وكأن شوارعنا قسمت على مجموعات من تجار منظفي السيارات فأصبحت ملكية لهم لا يحق لأي وافد أن يتعدى على حدود زميله ولكنه لا يهمه مدى الخسائر والأضرار على الأسفلت وما يسببه من حوادث هذا إلى جانب أن أرباب البيوت لا يهمهم أن تتكون مستنقعات أمام منازلهم وأمام منازل جيرانهم .. فعلاً من أمن العقوبة أساء الأدب . 4-البلديات تقوم من وقت لآخر بتنظيف الأراضي الفضاء من مخلفات البناء علماً أن هذه من مسؤولية أصحاب الأراضي ومع ذلك نرى أنه لا تمر أيام إلا وهذه الأراضي قد ملئت بمخلفات البناء وأصبحت مرتعاً للحشرات والفئران وكان وراء ذلك ضعاف نفوس من السائقين العاملين لدى مقاولي هذا البلد سواء مواطنين أو مستثمرين أجانب المهم التخلص من هذه المخلفات في أقرب أرض بيضاء لأنهم لو قاموا برميها في الأماكن المخصصة من قبل البلديات لزادت عليهم تكاليف النقل والوقود .. وكأن هذه البلد ليس عليها رقيب أو حسيب . 5-من المؤسف أننا أيضاً نجد مثل هذه التصرفات مع الموظفين سواء موظفي الدولة أو القطاع الخاص . فبعضهم لا يهمه أن يترك مكيف الهواء أو المصابيح تعمل طوال الوقت حتى وصل ببعضهم أن يتركها تعمل طوال الليل والنهار .. المهم أن مصلحته ورفاهيته أهم ما دام أن الفاتورة ليست من جيبه يعني (حلال عمك.. لا يهمك) . 6-أما قضية ضياع وقت الموظفين في قراءة الجرائد والمكالمات وخذ وهات والليلة (وين البشكة) . وكم أسعار الأسهم وأخبار المباريات ومواعيد مدارس الأولاد والبنات (وطقة حنك) عن قلة الرواتب والميزات .. فهذه ضربت أطنابها في مصالحنا الحكومية بشكل جعل الموظف (نفسه في طرف خشمه) . وعسى ما يكون لك حاجة في هذه الإدارة ما أبسط وأسهل قوله (تعال بكرة) هناك إحصائية تقول أن موظف الدولة لا يعطي وظيفته إلا 20 بالمائة من وقته ولربما أن وظيفته أصلاً يكفيها 20 بالمائة من وقته أما الباقي (موظف حكومة ؟) أقصد بدون تعليق . وأبسط الحلول إن لم يكن هناك تعليمات وجزاءات وغرامات وشرطة . أن تقوم البلدية أو مجلسها البلدي (هذا إذا تحرك) بدعوة من تثق بهم من أهل البلد لمصلحة وطنهم بضبط هذه المخالفات وتسجيلها ثم إرسالها للبلدية لتطبيق الجزاء المناسب (وطننا عودنا على أن نكون يداً واحدة) .

guest

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
registrarse en Binance
registrarse en Binance
7 أيام

Your article helped me a lot, is there any more related content? Thanks!

خضر رياض خضر الفاخري
خضر رياض خضر الفاخري
9 شهور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير الجزاء ياعم الشيخ عبدالله
فعلاً هذا الحاصل
وأرجو الترويج لهذا الموضوع المهم بشكل واسع
ادامك الله وكثر من امثالك
ودمتم