من توجيهات الملك عبدالعزيز رحمه الله

الثلاثاء 26 شعبان 1435هـ 24-6-2014م

الصحيفة : الجزيرة

في مدينة الطائف وفي سنة 1351هـ وجه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل خطابه إلى المسئولين في الدولة مبيناً أمور كثيرة لها علاقة مباشرة مابين الحاكم وشعبه، ومسئولية الحاكم تجاه شعبه إلى جانب مسئولية المواطنين تجاه ولاة الأمر. ومن يتتبع كلماته- رحمه الله- يجد أنها نظام إداري يخدم الوطن والمواطن، وهذا النهج بفضل الله استمر عليه أنجاله بكل اهتمام وحرص، وأيضاً أمراء المناطق ساروا على هذا الدرب حتى يومنا هذا. يقول الملك عبدالعزيز- رحمه الله- :» أنتم رؤساء البلاد وقادة الأمة وكبراؤها، وأدرى بما يحسون به وما يشعرون، ويجب عليكم أن ترفعوا إلى كل ما يتظلمون منه وترشدوني إذا رأيتموني ضللت عن طريق الحق، وإذا لم تفعلوا ذلك فأنتم المسئولون، وإني أطلب منكم ومن غيركم أن من رأى مني شيئاً مخالفاً فليوضحه لي وليرشدني إلى طريق الحق وليكن كما قال عمر بن الخطاب لمن أراد أن ينصحه: (فليكن ذلك بيني وبينه) فوالله إذا رأيت الحق أتبعه لأني مسترشد ولست بمستنكف، ومن رأى شيئاً وكتمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. أما المظلمة التي تصلني، فإني لا أتركها بل أبحثها وأحقق فيها والتي لا تصلني فالذنب فيها على من رأى وكتم، وإذا علمت به فسيكون جزاؤه عندي أعظم من جزاء غيره. وإني أحثكم على العمل الذي فيه اكتساب معيشتكم، فابذلوا كل ما في وسعكم لذلك وهذه أرض الله واسعة فاسعوا في مناكبها ولا تركنوا للكسل والخمول فإن عاقبتهما وخيمة. إن الذي دعاني لجمعكم في هذا المكان هو النصح لكم حتى لا يغتر السفيه بالحلم، ولا يسترسل في غوايته، وأحذركم من أمرين: الأول: الإلحاد في الدين والخروج عن الإسلام في هذه البلاد المقدسة، فوالله لا أتساهل في هذا الأمر أبداً، ومن رأيت عنه زيغاً عن العقيدة الإسلامية فليس له من الجزاء إلا أشده، ومن العقوبة إلا أعظمها. الثاني : السفهاء الذين يسول لهم الشيطان بعض الأمور المخلة بأمن البلاد وراحتها، فهؤلاء شأني معهم شأن الديناميت مع النار. وهكذا يسطر الملك عبدالعزيز نهج هذه الدولة وطريقة تناصحها والعلاقة القوية بين الدولة والمواطن. رحم الله عبدالعزيز وأسكنه فسيح جناته.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments