الدمام والخبر والأربعين… نفقاً

الثلاثاء 19 رجب 1429هـ 22-7-2008م

الصحيفة : اليوم

لا نريد أن نطلق على الخبر مدينة النفق (اليتيم) فلا أخ له يسليه ولا نريد أن نتهم أمه (بالعقم) حاشا وكلا وعلى استعداد ببرهان صحة ما نقول ولو كان الحق (حاشي). ولا نريد أن نطلق على الدمام مدينة الأخوين فإن الأول يحتضر ومسكينة هذه المدينة بمجرد فرحتها وحملها (الدف) بالمولود الثاني حتى أصابت الأول (العين) ولربما أن هذه العين تجاوزت الحدود . ولأجل المصداقية في الشيء جعلت كلتا المدينتين تتحدث (وتفيض) مابداخلهما قالت الأولى وكانت (كالبنت المدللة) خصوصاً بعد أن لبست أجمل الحلل وفازت بجمال ودرر الخليج، تقول عمري جاوز الستين عاماً (وأردفت) تعلم أن العمر في مقياس المدن ليس كما هو حالكم يابني الإنسان فإنني لا أزال في ريعان الشباب بل إنني وفقت في بداية عمري بنظرة حانية من شركة (أرامكو). وبأناس كانت لهم نظرة بعيدة في تفصيل وتخطيط شوارعي مع أنهم لم ينالوا الشهادات ولم يعلقوا الدروع والأوسمة فكان المجلس البلدي والابن الغالي عبدالرحمن الشعوان رحمهم الله جميعاً أقول إن هؤلاء استطاعوا أن يضعوا اللبنات الأولى لما تشهده الآن ولكنني وفي ظل هذه النهضة الشاملة وازدياد المحبين من المواطنين وكثرة الضيوف خصوصاً في أيام العطل والأعياد من أبناء الديرة وخارجها وهذه الكتل الخرسانية التي أثقلت على الحمل وهذه الشرايين الهائلة من خطوط الكهرباء والتليفونات والمياه والصرف الصحي وكلما مررنا بشارع أو بأحد أحيائها أشارت بالمعاناة التي تلاقيها خصوصاً في أوقات الذروة وقامت تعدد مقدار الشرايين التي قرر الأطباء ضرورة وسرعة استبدالها فلم تنفع معها (القسطرة) بل إن بعضها ينذر لا سمح الله بجلطات متعددة .. انظروا كم عدد الوفيات من أبنائي في هذه المدينة وكل هذا راجع لإصابتي بين وقت وآخر بعدم قدرة الشرايين على أداء عملها. وبعد جولة دامت الساعتين قمت معها بتعداد الشرايين الرئيسية التي يجب أن تستبدل وبدون مراجعة لأي طبيب مهندس أو ممرض فني فكان عددها عشرين شرياناً كلها مغلقة تماماً وكلها تحتاج إلى فتح أنفاق موزعة على الشوارع الرئيسية والتجمعات السكانية عموماً بعد انتهاء الجولة حاولت أن أخفف عنها وأطمئنها بأن هناك اختراعات جديدة لأدوية (مسيلة للدم) ومذيبة للجلطات وكذلك أطمئنها بأن الأطباء المهندسين من أبنائها قاموا بعمل الفحوصات والاختبارات وأن النتائج كلها تؤيد معالجة الوضع… المهم أنها حملتني الأمانة بتسليم هذه الرسالة للأمانة ودعتها وبودي لا أودعها وقلت لها إنني متجه إلى الدمام لحمل الرسالة الثانية تعلقت بثوبي وقالت: ألم تسمع بقول الشاعر: ضاع شعري على بابكم كما ضاع عقد على داركم الدمام هي أشد ألماً وهي حزينة بفقد أحد أبنائها الذين عجز الأطباء والخبراء من الداخل والخارج عن معالجته وها هو يحتضر وإن كان لدي عشرون شرياناً تحتاج إلى استئصال واستبدال فإن شقيقتي الغالية الدمام تحتاج لمثل ذلك وأكثر ولا تستغرب عند زياتها أن من كثرة همومها وضيق نفسها أن تستقبلك بالدف الذي اقترن باسمها (الدمام). وتسمعك لحن المرارة والأسى بحاجتها لمن ينقذها فقد ضاعت آمالها بمجلسها البلدي الذي أصبح مثلاً شعبياً (جيتك يا عبد المعين تعينني، لقيتك ياعبد المعين تنعان). وأمام هذا الموقف الذي لا تحسد عليه كلتا المدينتين وتنفيذاً لأمانة أداء الرسالة أن أعلقها على باب الأمانة (I.C.U). ولكنني من باب التأدب أقول: ضاء شعري على بابكم كما ضاء عقد على داركم.

guest

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
Registrace
Registrace
6 أيام

Can you be more specific about the content of your article? After reading it, I still have some doubts. Hope you can help me.