طبخة أنابوليس

الخميس 28 صفر 1429هـ 6-3-2008م

الصحيفة : اليوم

قبل عقد مؤتمر أنابوليس ،كنّا نتمن أن لا يكون، وكنا نتمنى أن يكون هناك إجماع عربي، وكنا نتمنى أن نأخذ العبر والدروس من المؤتمرات السابقة، وكنا نتمنى لو فتحنا ملفات مماثلة حتى يرسخ في أذهاننا إن الكفر ملّة واحدة وأنهم لن يرضوا حتى نتبع ملتهم. مشكلتنا كعرب ومسلمين أننا نتعلق ولو بالخيط الرفيع وممكن نقاتل بعضنا من أجله ،فلا مانع أن يقتل حماسوي فتحاوياً وكلاهما أبناء عم، وكلاهما أبواهما استشهدا من أجل فلسطين. فعلاً ،(أنكل سام) أجاد الطبخة ،وها هي قد نضجت بعد أن نظمت تركيبتها لتخرج متوازنة ومخططاً لها، ولكن الضيوف لن يذهبوا بعيداً، فهم من شاركوا في هذا المؤتمر (الطبخة). وليكن المذاق أو لنقل التجربة الأولى أو بتوضيح أكثر ليكن كبش الفداء (غزة) ،فهذه المدينة مقدور عليها ،ومحاطة إحاطة السوار بالمعصم، حتى المعابر بينها وبين أم الدنيا ،قد شابها ما شابها . فلا مانع من قصف غزة بأحدث ما اخترعه العم سام من القنابل والمتفجرات ،ولتكن التجربة في أطفال ونساء ورجال غزة ،فهم في نظرهم إرهابيون ويحتضنون الإرهابيين، ووقف العرب مشدوهين بل ومتفرجين على ما يحصل من دمار وهلاك وتخريب. وينتهي المشهد باجتياح غزة ثم الخروج منها، وكأنها رحلة صيد ،كان نتاجها ما يزيد على 120 شهيداً ومئات الجرحى، وتدمير للمساكن والورش.. ما نشاهده من هلاك ودمار جعل العين تدمع فلا حول ولا قوة لهؤلاء إلا الدعاء والتضرع لله -سبحانه وتعالى- أن يرحمهم، فقد حرموا الطعام والكساء والعلاج ،وأصبحت غزة أكبر سجن لأكبر عدد من المسجونين، وماذا بعد أنابوليس..؟! فقد زادت المستعمرات الصهيونية ،وزاد عدد المعتقلين إذا ما قارناه بمن تم فك أسرهم ومعظمهم قد انتهت مدة محكوميته. وهاهي الطبخة الآن تنضج برسو أكبر بارجة في المياه الإقليمية للبنان ولا نعرف من هو الكبش الثاني وصدق الشاعر: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميّت إيلام

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments