أرامــــكو تنفــــي

الجمعة 27 ذو القعدة 1428هـ 7-12-2007م

الصحيفة : اليوم

مصطلح النفي أصبح من الأمور الشائعة لدى معظم المسؤولين ويعتبره المسؤول أنه أبسط وأسرع الطرق للتخلص من المشكلة وسد باب الذرائع.. بينما أنا وأنت نعتبره فتح باب آخر على هذه الجهة أو تلك بما يسمح بمساءلتها ووضعها تحت المجهر والنفي الذي صدر من أرامكو شبيه بمثل ذلك ليقطع خط الرجعة على كل من تسول له نفسه المطالبة بالتعويض فهناك نظام التأمينات الاجتماعية وشركات التأمين والعقود مع الشركات القائمة بالعمل والعقود مع موظفي أرامكو.. الخ. ولأن المصيبة كانت عظيمة فليس من السهل فقد 40 إنساناً وتنتهي بتطبيق أنظمة قد يطعن في شروطها وتطبيقها على الطرف الثاني، كنا نتوقع من إدارة شركة أرامكو أن تتريث ولا تستعجل في هذا النفي وعلى أقل تقدير حتى تسلم الجثث لأصحابها، كنا نتوقع منها أن تنتظر حتى تخرج نتائج بحث أسباب المشكلة فقد يكون أحد أسبابها القضاء والقدر وهو مالا اعتراض عليه أو أن أسبابها العامل أو الماسورة أو الغاز أو إجراءات السلامة (مشكلة 40 إنساناً في وقت واحد) أو المشرفين من الشركة أو إطفاء الحرائق أو الإسعاف أو المواصفات أو طريقة التنفيذ أو العمر الزمني للمشروع أو عقود التنفيذ والتشغيل المهم لماذا العجلة بالنفي وهناك شركات تأمين قد تلزم بالدفع ولماذا أرامكو تضع نفسها وهي قد تكون براء من ذلك (في مثل هذا الموقف) نرجو ألا يفهم من قولنا ذلك توجيه أي اتهام لأي موظف فهؤلاء يذهبون ويأتي غيرهم ولكن لعل في ذلك تجديداً وتحديثاً لأنظمة الشركة (أقول فقد 40 إنساناً أمر صعب جداً) وعلى شركة أرامكو وجميع شركاتنا العظمى أن تعيد دراساتها في حماية منسوبيها. لا نريد من الشركة أن تقف موقف المدافع عن نفسها فهي مرة تنفي الدفع ومرة تذكرنا بنظامها بعمل تسويات مشابهة مع أهالي الضحايا فستكون ضمن النظام المتفق عليه ويذكرني هذا العمل بالمثل الشعبي (ولم العصابة قبل الفلقة) كنا نعتقد أن شركة أرامكو ليست مجرد شركة أرباح وخسائر. أو أن تعامل موظفيها خصوصاً بعد الموت (كم حسابنا وكم حسابهم)… كنا نعتقد أن هذه الشركة أم للشركات وقدوة في السلامة أو قل جامعة تتبنى كل ما فيه مصلحة العامل تدريباً وتأهيلاً ورعاية وحماية ورحمة قبل الموت وتعويضاً بعد الموت ربما أن الشركة أصابها الهلع من هول ما حصل حتى أنها اضطرت في يوم الحادث بقولها أنها سوف تدفع لورثة المتوفين حقوقهم وكأنها تتفضل بشىء هي ملزمة به. كنا نعتقد أن الشركة سوف تتبرع بإنشاء مساجد بأسماء من فقدتهم من أبناء هذا الوطن بل وتتبرع بتقديم منازل لأبناء الشهداء مع تدريس أبنائهم وتوظيفهم وعلاجهم هذه وغيرها أمور إنسانية كان على الشركة أن تصدر قرارها وبدون تردد فعلاً اتضح لنا أن الشركة بحاجة إلى (إدارة للعلاقات الإنسانية).

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments