الملك سعود في ضيافتنا

الأحد 9 شوال 1428هـ 21-10-2007م

الصحيفة : اليوم

كان ذلك قبل نصف قرن عندما أشرق ذلك اليوم السعيد في قريتنا الحالمة (روضة سدير) أو كما ذكرها أحد كبار الكتاب (ماربيان نجد).. خبر ملأ الأسماع وملأ شعاب وهضاب وجبال منطقة سدير (الملك سعود سوف يزورنا) نعم الملك بنفسه سوف نراه ونتحدث معه ونسلم عليه. كل أسر الروضة استعدت لهذا اللقاء الأبوي من رجل أحبهم فأحبوه. قال لي والدي: إن أسرتنا أقامت سرادق كبير احتفاء بالملك كما أقام كبار أسر الروضة مثل هذه السرادقات لأنه سوف يكون ضيفاً عزيزاً على الجميع وبدون استثناء.. ولأن أسرتي كانت أول من أنشأت شركة كهرباء في الرياض فقد زينت هذا السرادق بعقود من الكهرباء أضاءت جميع الأماكن. حضر الملك ومعه حاشيته إلى سرادق أسرتي وألقيت الكلمات من أسرتي وجاء دوري فإنه مطلوب مني أن ألقي نشيد (بلاد العرب أوطاني) أحضروا لي كرسياً لأن قامتي لا تصل إلى المذياع وقفت على الكرسي وألقيت السلام على ملك القلوب فرد بيده الكريمة وألقيت القصيدة بلحن أتمنى لو أتقنه الآن وبعد ذلك تشرفت بالسلام على مليكنا الغالي وسألني عن اسمي ودراستي. هذه صورة لأبسط الأمور الإنسانية والاجتماعية التي كان الملك سعود يحرص عليها فكان قريباً من قلوبنا لا يرد أحداً يريد أن يسلم عليه أو يشتكي وضعه إليه. كانت جولاته على سائر أنحاء المملكة بشكل مستمر فكانت المدينة أو القرية تفرح لهذا اللقاء فهي سوف تتجمل بزينتها من الحفلات والرقصات الشعبية وكل أسرة أو جالية أجنبية تقيم مهرجاناً عند لقاء الملك فأدخل السرور على الجميع المواطن والمقيم وفي كل زيارة يأمر إما بفتح مدرسة أو إنشاء مسشتفى أو إعانة للمحتاجين وما أكثر الأخيرة فقد كانت يده كما قال الشاعر (هو الندى وابن الندى) الطفل والمرأة والرجل المسن وأهالي كل قرية ومدينة يعرفون أن زيارة رجل الخير تأتي بالخير وهكذا كانت. اسمحوا إن بدأت بهذا المشهد لأنني عايشته شخصياً. أما عن خليفة الملك عبدالعزيز فهو من مواليد- السعد على هذه البلاد فقد ولد رحمه الله في 3/10/1319هـ بمدينة الكويت وهو اليوم الذي تم به افتتاح الرياض على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل والدته اسمها وضحى بنت محمد بن برغش بن عريعر وهم شيوخ بني خالد. كان له أخوان أشقاء وهم تركي وتوفي سنة 1337هـ وخالد توفي وعمره سبع سنين يذكر عنه السيد عبدالحميد الخطيب في قوله عن الإمام العادل (الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود). إن الملك عبدالعزيز حرص على تربية ابنه سعود بعناية خاصة فعمل على تعليمه القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم حتى أتم تلاوة المصحف كاملاً وهو في الحادية عشرة من عمره ثم تلقى علوم الدين على بعض مشايخ نجد وكان ملازماً لوالده بصفة مستمرة. وكانت أول مهمه له سفره إلى قطر وهو في سن الثالثة عشرة من عمره واشترك مع والده في حروبه وغزواته أثناء توحيد المملكة وتولي قيادة الجيوش وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره واشترك في معركة السبلة سنة 1347هـ وكان قائداً لأهل العارض كما تولى قيادة الجيوش السعودية في نجران وعسير سنة 1353هـ كذلك كان على رأس الجيش الاحتياطي في حرب اليمن. يقول عنه السيد عبدالحميد الخطيب كان الملك سعود رحمه الله صنو أبيه في شكله وحركاته وسكناته كريم الأخلاق وطيب السجايا وعلو النفس وقوة الإيمان وكان كريماً جمع خير صفات العرب لا يقل شجاعة عن والده ويترسم خطا والده في كل شيء كريم يعطي من غير سؤال ويهب دون استجداء لين في مواقف اللين شديد في مواضع الشدة مع تواضع وأخلاق وديانة وتقوى. في عهده بنيت الوزارات وشيدت المدارس والمستشفيات وفي عهده عمل على التخطيط المستقبلي للعلم والصحة أنشأ جامعة الملك سعود والتي تخرج منها أبناء هذا البلد الذين قاموا بإكمال مسيرة بناء الوطن فكان منهم العلماء والأساتذة وافتتح المعاهد العلمية والكليات الشرعية. هذه لمحة بسيطة عن الملك سعود بن عبدالعزيز ولن نوفيه حقه على ما قام به في خدمة دينه ومحبته لشعبه فرحم الله سعود وأسكنه فسيح جناته وأدام الله هذه الأسرة الكريمة التي أحبت شعبها وأخلصت نياتها فأحبها الصغير والكبير وتوارث هذه المحبة والولاء والوفاء جيلاً بعد جيل. ندعو الله الكريم أن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان وأن يحفظ قائد مسيرتنا الملك المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده سلطان الخير والعطاء وأن يرزقهم البطانة الصالحة التي تدلهم على الخير. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آليه وصحبه وسلم..

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments