المتقاعدون… إلى أين؟
السبت 15 شوال 1428هـ 27-10-2007م
الصحيفة : اليوم
في لفتة كريمة كما هي عادته قام الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية. بتكريم المتقاعدين بالمنطقة الشرقية والذين بلغوا في حدود خمسمائة رجل ،فشكراً على هذه النظرة الحانية لأجل من خدموا وطنهم وأمضوا ربيع عمرهم في هذا العمل الوطني فكان لهم نصيب المشاركة في بناء هذا الوطن الغالي. وإليك سيدي صورة عن بعضهم أو مجملهم .بعضهم بلغ الستين عاماً وآخر أمضى أربعين عاماً في الخدمة..وقال بعضهم : كان الحظ حليفه فنقل إلى موقع آخر كعضو في مجلس الشورى أو عضو في شركة معينة أو في منصب أكبر من منصبه السابق وبعضهم بحث عن عمل آخر لأن راتبه التقاعدي لا يكفي مصاريف (العيلان) ولكنه لم يجد من يقبله لذا اكتفى بفتح مكتب عقاري أو بقالة في جانب منزله (إن كان له منزل) وكثير منهم اكتفى بالسلامة وقام بتسفير سائق البيت وأخذ مكانه. الصباح (يودي البنات والعيلان للمدرسة) والمساء (يودي أم العيال للسوق أو زيارة أهلها) وحط رأسه برأس أم العيال وكل يوم عنده أطول من اليوم اللي قبله. من خلال هذه الصورة أتمنى الآتي: 1ـ لو أن منظمي حفل التكريم قاموا بإعداد كتيب عن السير الذاتية للمتقاعدين يوضح مؤهلاتهم وخبراتهم وعرضها على الشركات والجهات الحكومية التي من الممكن أن تتعاقد معهم خصوصاً لمن يرغب أن يحسن دخله وأن يستفيد ويفيد من خبرته وكان هذا الكتيب للرجال والنساء فهناك مجموعة من النساء لهن نصيب في التقاعد. 2ـ أتمنى من المؤسسة العامة للتقاعد والتي لنا اسمها وفائدتها إلى الجهات التي تودع بها أموال المتقاعدين.. هذه المؤسسة التي مضى على إنشائها عشرات السنين وهي تراوح في مكانها دون تجديد أو تفكير في استثمار حقوق المتقاعدين لكي يعود عليهم بالنفع أن تعير دراسة نظامها وأن تخرج من بوتقة الروتين وأن تأخذ دورة فيما تقدم به الدول الأخرى هذه المؤسسة أو لنقل الصندوق المغلق فكراً وتطوراً والتي بإمكانها أن توجد الفرص الوظيفية للمتقاعدين من خلال برامج كان من المفروض عليها أن تعدها وتنفذها ومن خلال إنشاء النوادي وأماكن الترفيه للمتقاعدين ومن خلال إعطاء القروض لإنشاء مساكن للمتقاعدين ومن خلال تنويع استثمارات حقوق المتقاعدين. من الظروف المحزنة ما قاله أحد الأفراد: أن رجلاً خدم أربعين سنة وأحيل للتقاعد بعد استلامه أول راتب تقاعدي توفاه الله مع زوجته ولم يبق له وريث إلا أبناءه وبناته وكلهم يعملون ومتزوجون بمعنى ليس لهم حق في الراتب التقاعدي.. والمحزن أن هذا المتقاعد عليه ديون فطالب الورثة المؤسسة العامة للتقاعد بإجمالي حقوق والدهم حتى يمكن تسديد دينه.. ولكن دون جدوى. خذ طرفة أخرى من عجايب نظام التقاعد أن الراتب التقاعدي للمتوفي يتناقص بمقدار تناقص الورثة سواء بالزواج أو العمل ولا يبقى إلا الشيء اليسير للوالدة وبعد وفاتها ينقطع الراتب تماماً. لا نعلم في أي نظام أو أمر شرعي يبيح لهذه المؤسسة الاحتفاظ بحقوق وتعب أربعين عاماً من العمل. أمنيتي قبل الأخيرة قبل أن يطلع النهار أن يلغى شيء اسمه المؤسسة العامة للتقاعد أو صندوق التقاعد وينشأ بدلاً منه الشركة العامة لاستثمار أموال المتقاعدين يكون مجلس إدارتها وموظفوها من المتقاعدين أنفسهم فهم أدرى وأعلم من أية جهة أخرى فيما يعود عليهم بالنفع. أخيراً يقولون فيه جمعية للمتقاعدين ولكنها محتاجة لفزعة المحسنين. حقيقة تذكرني هذه الجمعية ببنت الجارة للمؤسسة العامة للتقاعد… (الحمد لله أنني لست من أعضائها).