كلفني الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز بالتوجه إلى المدينة المنورة عندما كان الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة المدينة المنورة وكان ذلك بناء على طلب من الأمير عبدالمجيد لأجل التنسيق بين مصلحة المياه والصرف الصحي بالمنطقة الشرقية ومصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة المدينة المنورة.. وبعد أن اجتمعت والمسؤولين طرحنا فكرة موحدة حول موضوع الصرف الصحي والأسلوب الأمثل للتنفيذ وكذلك الأسلوب الأمثل للعدادات والفواتير.. وخرجنا برؤية موحدة ثم توجهنا للسلام على الأمير عبدالمجيد في مكتبه وكان لاستقباله وحفاوته الأثر الكبير في نفسي وبدأ -يرحمه الله- يشرح أوضاع المدينة المنورة ويقدم الشكر والثناء لسمو الأمير محمد بن فهد من أجل تكليفنا بالذهاب إلى المدينة المنورة والتنسيق مع المصلحة.. وبعد ذلك طرحت على سموه رأينا حول تنفيذ الصرف الصحي ومرحلية التنفيذ وتجزئة المشاريع والسرعة في التنفيذ وأن مثل هذا العمل سبقت تجربته في المنطقة الشرقية وثبت نجاحه.. فما كان منه -يرحمه الله- إلا أن وجه مدير مصلحة المياه والصرف الصحي بالمدينة المنورة بتنفيذ هذا الرأي والسرعة في ذلك. هذه المقابلة والتي لم تستغرق أكثر من ساعة أوضحت الكثير من الأمور في شخصية الرجل.. كان يتحدث عن مشاريع المدينة المنورة حديث الملم بكل صغيرة وكبيرة.. وكان حديثه يجبر الآخرين على أن يبذلوا الجهد والعمل المتقن.. وكان -يرحمه الله- يستمع لكل ما نقوله عن أوضاع المياه والصرف الصحي ثم يسأل عن الأفضل ليمكن عمله وبالذات حول الحرم النبوي الشريف، وكانت نظرته بعيدة في اختيار أفضل الطرق لتنقية مياه الشرب وكذلك التخلص وتنقية مياه الصرف الصحي. كان حريصاً على سرعة التنفيذ لأنه يعلم أن الاعتمادات المالية غير المنفذة سوف تكون عبئاً على الميزانيات اللاحقة بل قد تسبب عدم الموافقة على اعتمادات جديدة. الذي لاحظته أن هذا الأمير مع كبر مشاغله وتنوعها وتعددها إلا أنه يناقش كأحد المهندسين الملمين بمشروعه ويناقش كأحد الماليين الحريصين على سرعة التنفيذ وجودته. عبدالمجيد بن عبدالعزيز ذكرى سوف تبقى في نفوسنا مثالاً لابن الوطن الوفي المخلص لدينه ومليكه ووطنه استمع اليه عندما يتحدث تجد كل كلمة تخرج من قلبه الكبير تنم عن جوهر تخرج في مدرسة عبدالعزيز وإخوانه الذين كانوا بمثابة آبائه. رحمك الله يا أبا فيصل وجزاك الله خيراً على اهتمامك وحرصك بالحرمين الشريفين.