صناعية سدير تشتكي من الجفوة

السبت 27 صفر 1428هـ 17-3-2007م

الصحيفة : الجزيرة

تعرفون المثل الذي يقول: (يا فرحة ما تمت). إنه حالنا فقد استبشرنا خيراً واستمر هذا البشر عدة سنوات بعد الموافقة على تخصيص أرض لصناعية سدير التي تعد أكبر مدينة صناعية في بلادنا، وقد (طفشنا) من هذا الاستبشار الذي ضاع بين وزارة التجارة والصناعة وهيئة المدن الصناعية وغرفة تجارة وصناعة الرياض. ففي كل يوم اجتماع ووعد، وكل واحد من رأسه صوت… والنتيجة – بحمد الله – زادت (قناصة) الضببه والجرابيع في هذه الأرض مع أننا نرى نحن أهل سدير وجميع من يريد أن يستثمر في هذه المدينة أن هناك مدناً صناعية أخرى اعتمدت وشغلت مع أن الموافقة لها صدرت بعد هذه المدينة بسنوات. إن صناعية سدير مورد استثماري واقتصادي واجتماعي يعد هو الوحيد لهذه المنطقة التي ليس بها أي مقوم اقتصادي آخر. يقال إن كثيراً من المستثمرين (انحاشوا) بسبب بيروقراطية التجارة والصناعة، بسبب ما ذكره أحد العارفين من أن رسماً مقداره خمسة ريالات اعتمد على كل متر يراد استثماره. (عجيب) مثل هذا القرار وكأن لسان الحال يقول: لا تستثمروا ولا تشغلوا هذه المدينة المهمة. والذي أعرفه أن سعر بيع المتر في هذه المنطقة لا يتجاوز خمس هللات، أرجو أن أكون واضحاً؛ خمس هللات للبيع وليس خمسة ريالات للتأجير (لا ألوم المستثمرين إذا انحاشوا) عن هذه المدينة، والذي نعرفه في كل بلاد الدنيا أن إيجارات أي مدينة صناعية تقل كلما بعدت عن المدينة الرئيسة (ما أعرف ليش حنا بعكس الناس). أود التذكير أن هذه المدينة الصناعية هي القلب النابض لعاصمتنا الغالية ولجميع المحافظات المحيطة بها، فهي وسط بين هذه المدن وهي الموقع الاستراتيجي لكل الصناعات الخفيفة والثقيلة، وهي المتنفس الوحيد لهذا التطور الصناعي في بلادنا الغالية، فهي القادرة على تنويع المنتجات والصناعات، بل سوف تكون نقطة الانطلاق إلى كل أرجاء المملكة باعتبارها وسط نجد ووسط المملكة، بل إن أهميتها للدول المجاورة بعد هذا الانفتاح الصناعي والتجاري والاستثماري في هذا العهد الزاهر. وبإذن الله سوف تكون هناك هجرة معاكسة، بحيث يرجع أهالي المنطقة إلى بلادهم مما يخفف الضغط الهائل الذي تشهده عاصمتنا الغالية.. إلى جانب أن تنشيط هذه المدينة سوف يكون له تأثيره الاجتماعي والاقتصادي والمهني على سكان المدن المجاورة لها، فهؤلاء سوف يعملون في الصناعة، ويستثمرون بها، وفي ذلك رفع للمستوى العلمي والمهني، وهو أهم ما نحتاج إليه، بحيث يكون هناك توطين لشباب المنطقة وإيجاد جيل يهتم بالصناعة وتطويرها. وتظهر أهمية إنشاء الجامعات والمراكز الاستشارية الصحية ومراكز البحث العلمي.. وكل هذا سوف يخفف الضغوط التي تعانيها الرياض سواء في الحركة المرورية أو في المساكن أو في استهلاكات المياه والكهرباء والمدارس ومواقع العمل. ولعل ما نشهده من اهتمام ورعاية من مقام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وأميرنا الغالي سلمان بن عبدالعزيز في إنشاء المدن الصناعية، وعلى أحدث المستويات، يجعلنا نبتسم مرة أخرى، فبدعمهم يستطيعون إكمال هذا المشروع الكبير.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments