لن أتكلم عن روضة سدير موقعاً وتأريخاً وأهميةً، ولكن واقع الحال في ظل هذه الطفرة الاقتصادية الهائلة التي شملت القاصي والداني من حقنا كأهالي مدينة روضة سدير أن نتساءل عن مدى نجاح خطط وزارة الصحة في توزيع الخدمات، وهل سياسة بناء آلاف المستوصفات كافية لإنهاء المشكلة الصحية، ومن يطلع على مستوصف الروضة الذي يشتكي من أبسط فرضيات المستلزمات الصحية يعطي مؤشراً واضحاً أن وزارة الصحة يجب عليها إعادة دراسة توزيع الخدمات وطبيعة هذه الخدمات، وأعتقد أن الحجم السكاني للروضة والمدن التابعة لها وكذلك ازدياد التطور العمراني مع بدء تشغيل المدينة الصناعية (صناعية سدير) يحتم أن يكون هناك مستشفى متكامل الخدمات، نحن في زمن ووقت لا يسمح بتحميل مسؤولية مدينة بل مدن متجاورة إلى مدينة أخرى تتوفر فيها هذه الخدمة، كذلك من حق كل مواطن في هذه المدينة أن يطالب بهذه الخدمة كسائر البلدان الأخرى، وإن كانت النظرة لدى الصحة تقتصر على المجال الصحي فإن هناك ضروريات أخرى تحتم تطور المدينة وجلب الاستثمار والسكان والتوطين، بل إن ذلك سبب لعودة (الهجرة المعاكسة) من عاصمتنا الغالية إلى المدن المجاورة التي تتوفر فيها هذه الخدمات ، أضف إلى ذلك أن هناك أمراضاً مستمرة بخلاف المستعصية تستوجب سرعة الوصول إلى المستشفى وتوفر الخدمة كعيادة غسيل الكلى، وعيادة السكر، وعيادة القلب، ووزارة الصحة تعرف أن الدقيقة الواحدة مهمة جداً لإنقاذ حياة المصاب، هذا بخلاف عيادة الولادة والأطفال التي لا تتحمل التأخير أو التحويل إلى مستشفيات أخرى، لن نحابي أو نعذر وزارة الصحة فهي مقصرة تجاه مدينتنا وليس لديها أي عذر في توفر الأراضي المناسبة سواء من الحكومة أعزها الله أو من قبلنا، ولربما أن وزارة الصحة تنتظر أن يشارك الأهالي ورجال الأعمال في بناء المستشفى الذي هو من أولويات مسؤولياتها. أعرفُ أن ما ذكرته (مزعج) للصحة ولكن لعل في النقد الهادف ما يعيد الموازين لصحتها وأن يكون تطور التخطيط الصحي في بلادنا يلاحق الأهداف العالية لولاة الأمر في أن ينعم كل مواطن بهذه الخدمة المهمة، وكما قال خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- نحن في زمن نسابق فيه الزمن ونصحح فيه الإنفاق وليس للمسؤولين أي عذرٍ مادام أن هناك اعتمادات مالية عالية.