فلسطين بين فكي السلطة وحماس

الخميس 30 ذو القعدة 1427هـ 21-12-2006م

الصحيفة : اليوم

أقسم بالله العلي العظيم أنني حزين لهذا العنوان المؤلم المخجل.. هذا الواقع الذي كانت اسرائيل ومن وراءها يحلمون أن يتحقق.. الأخ يقتل أخاه، المسلم يقتل المسلم، رفيق الجهاد يقتل رفيق جهاده.. هل هذا عقاب لنا وما علينا إلا الصبر والاحتساب أم تسابق للناصب والشهرة، أم أنها غضبة مضرية (تهلك الحرث والنسل) أم أنها علي وعلى أخواني. أين عقلاء القوم؟ هل ماتوا بموت ياسر عرفات واستشهاد الشيخ أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي؟ ألم يحسب هؤلاء وهؤلاء مقدار الفرقة التي حصلت وتزداد بينهم وبين سائر العرب والمسلمين بل حتى بينهم وبين الأصدقاء من الغرب والشرق؟. هل من حقهم هدم جهاد عمره زاد على نصف قرن؟ أليس لنا كمسلمين وكعرب حق في الاعتراض والوقوف شعباً وحكومات أمام هذا الخطر الداهم علينا؟ أليس من حق فلسطين الجريحة.. فلسطين الدامية.. فلسطين المسجد الأقصى وبيت المقدس لا نطاوعهم على صنائعهم المخزية؟. وأمام هذا الحدث الجلل والمصيبة العظمى والجناية المدبرة وزيغ السلطة جدير بنا أن ندعو الله الكريم رب العرش العظيم أن يرفع عنا غضبه وأن يؤلف بين القلوب وأن يخرجنا من هذه الأزمة بسلام وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم. ألا تلاحظون سرعة مباركة أمريكا واسرائيل وبريطانيا للسلطة عندما طلبت أو قررت الانتخابات المبكرة؟ مجرد ساعات معدودة ويأتي التأييد والوقوف بجانب السلطة (فتح) وما بقى إلا إيفاد المراقبين لسلامة وصحة الانتخابات. ولأن ثقتنا كبيرة في كلا الطرفين ولأننا شركاء في هذا المصاب الجلل لا يمنع أن نقول لحماس: 1-كنتم ومازلتم بإذن الله المثال المحتذى في تضحياتكم، ولنعتبر أن إعادة الانتخابات إحدى التضحيات من أجل فلسطين وشعبها. 2-السنة ونصف السنة التي قضيتموها في الحكم كافية لتعطيكم كثيراً من المؤشرات عما يجب فعله في الانتخابات المقبلة. 3-مادام أن الشرق والغرب وحتى جيرانكم وجيران جيرانكم كلهم مؤيدون للسلطة والانتخابات ومنهم الصامت الذي يراقب ولا يريد أن يعلن مع من يكون.. بل ينتظر كما هو يتصور لمن تكون الغلبة فينضم إليه. 4-احذروا الفتنة بين الأخ وأخيه ولا تجركم حرب أهلية لن يكون وقودها أقل من الجثث والرجال، وها هي أبرزت أنيابها وهناك من يريد أن يشعلها لأنه عرف مقدماً ومقدار مكاسبه من هذه الفتنة الهوجاء. 5-اطمئنوا فإن الأيام ستبدي لكم ما كان خافياً.. ولنعتبر أن هذه الانتخابات تجربة أخرى تضاف لرصيد حماس. ألا تلاحظون أن هذه المشكلة كشفت الأوراق أو لنقل الوجوه على حقيقتها سواء الوجوه القريبة أو البعيدة المحبة والمبغضة، المستفيدة والمتضررة، أم أن الأوراق اختلطت بعد ما انشق الفتحي على الفتحي والحمسي على الفتحي وأين تقع المعادلة بين هذه الفجوات، هل هي تصفية حسابات وفرصة للانتقام لا تعوض؟ وهل يعقل أن حكومة شرعية قائمة تقوم بانقلاب على نفسها؟ هل فقدنا حتى أسلوب المخاطبة وأدب السياسة؟ هذا إذا كان هناك أدب ونحن نرى فلسطين بين فكي السلطة وحماس وكأن مهمتها مضغ هذه الأرض وتسليمها للعدو اللدود لقمة سائغة عندما فازت حماس. كلنا صفقنا للديمقراطية وحرية الرأي واختيار الشعب لحكومته واعتبرنا أن ذلك مثالاً يحتذى به واليوم لن نصفق، بل علينا أن ندفن رؤوسنا في التراب مادام هذا واقعنا وكان الله في عون رئيس جامعة الدول العربية هو حيحلها منين.. ولا منين مرة في العراق ومرة في السودان ومرة في لبنان ومرة في رام الله والله يستر فإلى أين سيكون اتجاهه بعد ذلك؟. وهنيئاً لك يا اسرائيل نجحتي بكل المقاييس وربنا يستر علينا من بكرة وبعد بكرة.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments