المعاهد العلمية.. والاكتئاب

الأحد 5 ذو القعدة 1427هـ 26-11-2006م

الصحيفة : اليوم

من نعم الله علينا في هذه البلاد أن حكومتنا الرشيدة تضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. إن قيام شيخنا الجليل/صالح بن حميد – حفظه الله ورحم الله والده – بشطب معلومات أثيرت حول المعاهد العلمية وبالذات المعهد العلمي في خميس مشيط لعدم مصداقيتها كان لهذا القرار الحكيم أثره العظيم في نفوس كثير من أبناء هذا الوطن ولنا وقفات أمام مثل هذا القرار الحكيم. أولاً: قرار الشطب جاء لمنع الإدلاء بمعلومات تحتاج إلى المصداقية وأن هناك خطوطاً حمراء يجب أن لا يتخطاها أي إنسان والمؤلم أن تأتي هذه من أحد أعضاء المجلس. ثانياً: إن قرار الشطب جاء ليعلن للجميع أهمية الدور الذي قامت به المعاهد العلمية منذ إنشائها والتي خرجت مجموعة من علمائنا الكبار وأن الفضل بعد الله ثم لهذه السياسة الحكيمة في إنشاء المعاهد واستقلاليتها فكانت الداعم الرئيسي للجامعات في بلادنا وللنهضة التعليمية منذ بدايتها فلهم من هذه الأمة الشكر والتقدير. ثالثاً: إن إلصاق التهم الباطلة لمجرد تضخيم الفكرة وإقناع الآخرين ولو بلغط القول وفساد الرأي. اعتبرت من الأمور التي أرجو ألا تكون مما يطلق عليها الغاية تبرر الوسيلة. ولو كنت في مكان من تلفظ بذلك لتمنيت أن يكون لي كما يقال (حلق نعامة) لأزن ما قلته وأحسب له ألف حساب, ولكننا نرجع ونقول أن هذا تسرع في إيصال المعنى.. وليس عيباً أن يعلن هذا العضو أسفه واعتذاره لجميع منسوبي المعاهد العلمية وبالذات المعهد العلمي في خميس مشيط فهم بحمد الله لم يصبهم الاكتئاب ولا الأزمات النفسية.. ولم تطلب إدارة المعهد من هذا العضو أن يتكلم على لسانها.. لذا من حق المعهد أن يطلب الاعتذار المعلن وابعاد تهمة (المرض النفسي عن طلابه) خصوصاً أن معظمهم شباب مقبلون على المستقبل وعلى الزواج والأخيرة هي المشكلة عندما يعلم أنهم مصابون بالاكتئاب والمرض النفسي لا سمح الله. رابعاً: يتردد هذه الأيام عبارة (الضغوط الخارجية) بمعنى لو أن إنساناً تخاصم مع زوجته لقيل انتبه فإن هناك (ضغوطا خارجية) لن نسترسل في إعطاء أمثلة عنها وأبسطها حقوق المرأة. الله يجزاكم خير يا مجلس الشورى ما حنا ناقصين حتى في مجلسنا الموقر رأينا أن هذه المسألة تثار وتأخذ تفسيرات أكثر مما تستحقه.. فعلاً أصبحت هذه العبارة (السعلو) وكأن لسان الحال أن يكتب كل مسؤول أمام مكتبه (انتبه للضغوط الخارجية). الحمد لله لقد انكشف الوجه القبيح لهذه العبارة وانقلب السحر على الساحر وتحولت من الضغوط الخارجية إلى طلب الفكه والخلاص. لذا لطفاً لا أمراً اشطبوا هذه العبارة من صحافتنا ومن جميع أعمالنا. خامساً وأخيرًا: هل انتهت الأمور المهمة والمعروضة على المجلس حتى يفكر في تبعية المعاهد العلمية والتي عمرها تجاوز أكبر من عمر أي عضو في المجلس. هل يريد المجلس قائمة للأمور المهمة والتي أزعجت الدولة وأزعجت المواطن (ياكثرها) ولكن الظاهر إلينا أن بعض الأعضاء هم من أصابهم الاكتئاب من كثرة ترديد عبارة الضغوط الخارجية.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments