مجلس الشورى.. والضوء الأخضر

الجمعة 19 شوال 1427هـ 10-11-2006م

الصحيفة : اليوم

مجلس الشورى يستدعي بعض الوزراء لمساءلتهم عن بعض النواقص في وازارتهم لا نقول محاكمتهم لأنها مجرد تهم لم تثبت.. بل القصد البحث عن التصحيح.. وكلمة التصحيح هي الضوء الأخضر الذي ينتظره بفارغ الصبر.. ليس ذلك تحريضاً أو تشفياً.. ولكننا كمواطنين (طفشنا) من البيروقراطية وتأخر المصالح والروتين القاتل والذي شمل معظم قطاعاتنا الحكومية ولأن نظام الخدمة المدنية والذي مضى عليه عشرات السنين لا يفرق بين المنتج وغير المنتج ولا يشجع على الإنتاج ولا يؤمن بمبدأ الحوافز وكأنه مؤسسة ضمان اجتماعي مسؤولة عن الرواتب وتطبيق الأنظمة ويكفي الحكم على صحة ما أقوله أنه مجرد حسبة بسيطة لعدد الموظفين في أي جهة تعطيك المؤشر أن نسبة عطائهم لا تتجاوز 30 بالمائة أو أقل وأن بقية الوقت ضائع بين التأخير والجرايد والملل والتفكير في نقص الرواتب (وجيه وروحه، وأم العيال مصخنه، وعندي شغل.. والأسهم وش أخبارها ووين بقية الجرايد.. وخذ وهات). إحدى الدراسات السابقة لإحدى الجهات الحكومية تقول إن الوقت الذي يقضيه الموظف في عمله هو 20 بالمائة (أمر عجيب) والباقي يعني 80 بالمائة من الراتب يروح كضمان اجتماعي. نرجع للضوء الأخضر لمجلس الشورى نرجو أن لا تكون زوبعة في فنجان (مثلوم).. نريد نتائج نريد أن نسمع عن أي مسؤول أعفى من منصبه واستبدل بأفضل منه ليس بالضرورة أن يملك مجلس الشورى هذه الصلاحية.. بل يكفي أن يوصي بذلك. وما الذي يمنع أن تكون المساءلة معلنة ولنا في تاريخنا الإسلامي العربي خير مثال فرسولنا عليه الصلاة والسلام يعلن أمام الجمع من له طلابة أو مظلمة على رسول الله فليطلبها الآن فيقوم أحد الصحابة ليعلن أن رسول الله سبق واومأ بالعصا عليه فيقوم رسول الله فداه نفسي وأبي وأمي ويخلع رداءه ويطلب من الصحابي الاقتصاص منه فما كان من هذا الصحابي إلا أنه قبّل صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد أن يكون آخر عهده بالدنيا لمس جسد الحبيب، وهناك أمثلة كثيرة لا حصر لها ولن أستعرض خطب الملك عبدالعزيز رحمه الله فكانت إحدى خطبه الإعلان أمام الجميع عن أي ظلامة لأحد أو أي انحراف عن الشرع فقد أعلن رحمه الله تنازله عن الحكم إذا ثبت عليه شيء من ذلك وما كان من الناس إلا أن رفعوا أكف الضراعة بالدعاء له رحمه الله، كل دول العالم المتقدم تعلن عن أي فساد يحصل في البلاد وليس بالضرورة أن يكون الفساد مالياً بل إن الفساد الإداري وعدم المقدرة وتأخر المشاريع وكثرة المشاكل الإدارية وعدم التجديد والتحديث في أي وزارة دليل على أن هناك خللاً يجب تصحيحه ويا حبذا الإعلان عنه حتى يتعظ من يريد أن يتعظ. وكما يقال إن جميع من يعمل في الخدمات العامة عرضة للانتقادات وعرضة للمساءلة وعرضة أيضاً للمحاكمة لسنا ممن يؤيد نشر الغسيل وكلنا خطاء ولكن لا تضيع الحقوق وتستغل الأموال العامة ونظل نتجادل في تعريف الفقر.. والفقر المدقع.

guest

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Δημιουργα Προσωπικο Λογαριασμο
Δημιουργα Προσωπικο Λογαριασμο
1 يوم

Thank you for your sharing. I am worried that I lack creative ideas. It is your article that makes me full of hope. Thank you. But, I have a question, can you help me?

gate io
gate io
22 أيام

I have read your article carefully and I agree with you very much. This has provided a great help for my thesis writing, and I will seriously improve it. However, I don’t know much about a certain place. Can you help me?