ما أكثر الصناديق حين تعدها.. ولكنها..

الأثنين 14 محرم 1427هـ 13-2-2006م

الصحيفة : اليوم

كلما قرأت كلمة صندوق وما أكثرها في صحفنا! تذكرت الكم الهائل من صناديق (التجوري) التي لا تفتح الا لتخزين الاموال.. ونادرا ما تفتح لإخراجها. تذكرت كلمة (صندقة) التي لا تخلو منها بعض قرانا وهجرنا. تذكرت كلمة صندوق الموارد البشرية الذي كثرت فلوسه ولاهوب عارف كيف يصرفها. تذكرت كلمة صناديق المدارس من اجل جمع تبرعات لصيانة المكيفات ودورات المياه. تذكرت كلمة صندوق معاشات التقاعد وتمنيت ان يقيض الله له من يحسن استثمار امواله الهائلة لتفيض بالخير على المحتاجين من المتقاعدين والمتقاعدات الاحياء منهم والاموات. تذكرت كلمة الصندوق العقاري الذي اصابه العقر والعقم حتى انك تحتاج لعشرات السنين ليصل دورك في قرض سوف تقف عن تكملة بناء منزلك ان لم تقترض وتتراكم عليك الديون. ومع ذلك فهو يلاحقك بطلب التسديد وقد يمنعك من السفر ان لم تسدد له وسوف تجد يوما من الايام ان راتبك (طار نصفه) من اجل التسديد للصندوق. تذكرت كلمة صندوق الاقتراحات الذي نجده معلقا لدى بعض الجهات الحكومية الذي غطته الاتربة من طول فترة اغلاقه. واخيرا وليس اخرا فهو ابو الصناديق (صندوق الفقر) اقصد صندوق معالجة الفقر وعدم الوصول الى تعريف لكلمة الفقر لدى بعض المسؤولين لدينا يذكرني بكلمة تعريف الارهاب والتي لم يتفق على تعريف محدد لها فكل يعرف حسبما يناسب وضعه فهل يعقل اننا حتى تاريخه ونحن نبحث عن تعريف لكلمة الفقر.. وهل يعقل اننا نستعين بخبراء اجانب ليعرفونا بتحديد معنى كلمة الفقر؟ وهل يعقل اننا نحتاج الى مكاتب استشارية وخبرات اجنبية ومنظرين وخبراء اجتماع ليضعوا لنا دراسة عن اسلوب معالجة الفقر في بلادنا. لنا سنتان ونحن (نراوح) بين التعريف والدراسة.. والفقير يزداد فقرا والغني يزداد هربا بأمواله للخارج حتى ضاقت البنوك المحلية والاجنبية بأموالنا واصبحت تضع الشروط القاسية والفوائد التي تراها. اننا امام مشكلة تتفاقم يوما بعد يوم ومع زيادتها تزداد نسبة الجريمة وتزداد الفرقة والاختلاف، حتى اصبح بعضنا لا يأبه بزيادة او نقص اسعار البترول ما دام الوضع لم يتغير. ولماذا امورنا الهامة تأخذ هذا الوقت الطويل في الدراسة واللجان وابداء الاراء ولماذا نريد او نصر على قتل مثل هذه التوجهات الوطنية بتشكيل لجان لا حصر لها. ولماذا نلجأ الى تعريفات ومسميات من الخارج.. اليس في كتاب الله ما يكفي لتعريف الفقر.. اليس اول الثمانية المستحقين للزكاة هم الفقراء. هل تريد وزارة الشؤون الاجتماعية ان نضع لها قوائم باسماء الفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم ولا يستطيعون تسديد ايجارات منازلهم او حتى دفع قيمة الادوية اليس من الحكمة ان نحدد الفقير في بلد يعتبر اكبر منتج للبترول بانه الذي لا يملك منزلا ولا زوجة ولا سيارة ولا يستطيع ان يعالج ابناءه مثل بقية المواطنين هل نريد ان نحدد مستوى الفقر بمقدار المبلغ التافه والبسيط الذي تدفعه وزارة الضمان لكل محتاج وهذا المبلغ لا يكفي وجبة واحدة. ان الامور التي لها مالها من آثار على الوطن وعلى الامن وعلى تحقيق ادنى حد من المعيشة الشريفة لكل مواطن يجب الا نتهاون بها او ان نهملها بحجة الدراسة واللجان وهي مسؤولية اعتقد ان المحاسبة في التقصير بها يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار. اخيرا الا توافقني الرأي في قول الشاعر: ما اكثر الصناديق حين تعدها …… ولكنها في النائبات قليل

guest

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
創建免費帳戶
創建免費帳戶
28 أيام

Your article helped me a lot, is there any more related content? Thanks!