وحق لخليجنا أن يشتكي وأن يرفع صوته لأنه ظلم فهل يعقل أن يكون تلوثه بمخلفات النفط 47 (سبعة وأربعون ضعف التلوث في أي بلد في العالم). لقد نزل هذا التلوث في أحشائه وكل سنة تزداد آلامه ونحن ننتظر الفرج بأن يحكم لنا ضد المتسبب.. وهيهات أن نعطى ما نريد ولنا عشرات السنين، مع أن الأهمية تقتضي أن لاننتظر رحمة الغير ولانلقي باللوم على جهات وقفت لتدافع عن نفسها وتبعد التهمة عنها.. والمصيبة أن هذا التلوث من أخطر عوامل نقل المرض سواء من خلال السباحة في البحر وبالذات البحر الراكد.. وكما هو معلوم فان خليجنا يعتبر من الخلجان الراكدة بمعني ازدياد عوامل وسرعة التلوث، وازدياد نسبة الأملاح وازدياد القضاء على الأعشاب البحرية، بل ازدياد الاستغلال الجائر في دفان البحر، (ياحسرة.. من قلة الأراضي … مالقينا إلا البحر ندفنه..). ويا للآسف أن مايصدر من تعليمات وإنذارات ضد الدفان الجائر لاتأخذ طريقها إلا إلى أرشيف البلديات والجهات التي يعتقد أنها تحمي البيئة وتحافظ عليها. العالم من حولنا تثور ثائرته لأقل تلوث يحصل في بيئته.. بل ربما يسبب هذا التصرف سيلاً من المعارك والاعتراضات ونحن نخلق المبررات والأعذار للاعتداء على بيئتنا وتخريبها وكل ذلك جريا وراء الطمع والجشع وكأننا أصبحنا أعداء لهذا الوطن الغالي. إن كنت لاتصدق ما أقوله فما عليك إلا أن تجرب دخول البحر لترى كيف أن يديك وساقيك (وانتبه لبقية جسمك) فلربما تغوص بكاملك في الوحل فلا نجد لك قراراً وقد تضييع مثلما ضاع قرار الحفاظ على خليجنا من قبلك وإذا كان ازالة التلوث والذي يحتاج لمئات الملايين من الريالات ويحتاج إلى عشرات السنين من العمل الشاق ولاتوجد أبحاث مستجدة لحميات هذا الخليج فإنني من خلال هذا المنبر أجدها مناسبة لنطالب بإنشاء هيئة عليا تتبع لمجلس التعاون الخليجي مهمتها الحفاظ على خليجنا ولن يقتصر ذلك على البيئة بل يتعدى إلى الحفاظ من اعتداء الغير على مياه الخليج والتسابق إلى إنشاء محطات للتحلية زادت من أزمة التلوث والقضاء على الحشائش البحرية وبالتالي القضاء على الثروة السمكية. أخيرا جاوبني خليجنا وبكل حسرة وألم قائلا (مهوب غريب عليكم ياعرب… نكران الجميل، نسيتوا خيراتي من اللؤلؤ والدر.. نسيتوا إنني أطعمتكم أحلى الأسماك والربيان، نسيتوا أن تجارتكم وأموالكم أخذتموها من جوفي… هل هذا جزاء المعروف… ولكن إلى الله المشتكي…