نشرت صحفنا انه يجري البت في قروض المتوفين. لو استشرت في اعداد هذا الخبر (على مسؤولية صحافة الملاقيف) لأمكنني التلاعب في الفاظه بحيث يصبح بشرى لكل مواطن، كيف لا ونحن بحمد الله وفضله في ظل حكومة لا يمضي وقت الا ونسمع ونحس بشيء جديد يثلج الصدر ويبعث على الطمأنينة. كنت اتمنى لو ان هناك جهات تراقب مقدار التأثير الشعبي على كل هبة ملكية، هذا الجانب يجب الا نغفله بل نرصد تأثيراته ومن ثم ارتياح الناس له فهذا منهج قل ان تجده في البلدان الاخرى ونعود لقروض التنمية العقارية، لا نخفي سرا ان البنك العقاري عندما صدرت الموافقة السامية بانشائه كنا نتطلع لأن يصدر اعفاء لأي قرض يقدم وان دور البنك مجرد تنظيم في منح هذه القروض، واليوم الناس ينتظرون برجاء من مقام خادم الحرمين الشريفين وباقبال هذا الشهر الكريم ان يشمل بعطفه وابوته ابناء شعبه المحب والوفي المخلص باصدار الامر الكريم باعفاء المقترضين من السداد ولا يخفى ان معظمهم قد مضى ما يزيد على ربع قرن ومنهم المتوفى ومنهم الارملة ومنهم اليتيم ومنهم من قد استهلك منزله وتهدم من طول المدة. ان النظر الثاقب لمقامكم الكريم في اضفاء الخير والطمأنينة والاستقرار العائلي له اثره الشامل على جميع فئات الشعب. ولن نتعرض الى البنك العقاري واسلوب التحصيل ولكن لو حسبنا مقدار القروض المقدمة او القروض المطلوب سدادها لوجدت انها بسيطة مقابل التأثير النفسي والوطني والانتماء وقلب كثير من الموازين، بل سوف تكون رادعا لكل من يوجه الاتهام لهذه الدولة الفاضلة. نحن في هذا الزمان بحاجة الى الالتقاء والى البذل والعطاء وتيسير امور الناس وكسب محبتهم وودهم، وما ابلغ ذلك عندما يزال عن كاهل هذا اليتيم او الارملة او كبير السن او هذا الشاب الذي تتفضل حكومته باعطائه المنزل وبدون مقابل، ان هذا ارقى ما يصل اليه تعامل الدولة مع ابنائها وهذا هو المطلب الرئيسي لكل مواطن ولا اخال موظفي صندوق التنمية العقارية وهم ابناء الشعب الوفي الا ان يعطوا الصورة الصادقة عن مدى تأثير هذه المكرمة وليست هي الوحيدة او الاخيرة ولكنها اهم واعظم المكارم.