رحم الله محمد عبد الرحمن

الجمعة 26 شعبان 1426هـ 30-9-2005م

الصحيفة : اليوم

الحمد لله على قضائه وقدره وادعو العزيز الكريم أن يغفر لنا ولمحمد عبدالرحمن هذا السوداني الذي عرفته قبل عشرين سنة وكانت معرفة كراهية وانتهت بمحبة ووفاء ولقاء. كرهته لأنه ذكر الحقيقة ومعظمنا كمسؤولين كنا نكره الحقيقة، لقد نشر بالخط العريض في جريدة اليوم، أن الدمام تسبح على بركة من المجاري.. استدعيته فرحب باللقاء.. وحاولت إقناعه بالأسباب وراء ذلك ولكنه كان عنيدا متمسكا برأيه وهذه عادة عند إخواننا أبناء النيل الجنوبي لا يمكن أن يتزحزح عن رأيه.. بقيت هذه المقالة في خاطري طوال اربع سنوات كلما اجتمعت مع المسئولين بالمصلحة أو عملت دراسة جديدة فلابد أن يمر علي شريط هذه المقالة وبجانبه صورة فقيدنا الغالي محمد عبدالرحمن.. كان محقا فيما قال.. وكنت وزملائي وعلى رأسهم كمبيوتر المصلحة محمد الجربوع وعلى التاروتي مهمتنا اليومية نحسب عدد الكسور في خطوط الصرف الصحي والتي لم تكن تقل عن أربعين كسرا تتكرر وكأنها تؤيد مارآه محمد عبدالرحمن. على العموم لقد استبدلنا جميع خطوط الصرف الصحي القديمة ومن فرط الحساسية والخوف قمنا بتغليفها بالخرسانة، وكل عمل نقوم به يتمثل لنا هذا النوبي الذي أتى من بلاد السود ليعلمنا كيف نعمل.. وهذا فعلا هو الذي حصل. لكنه وبعد أن تم الاستبدال وانتهت مشكلة الدمام حضر لمكتبي ليقدم الشكر على هذا الإنجاز وفي خاطري أنه هو له الفضل الكبير وكم كلمة قالت لصاحبها دعني.. وكم كلمة غيرت كثيرا من المفاهيم.. وكم كلمة صادقة كانت سببا لإزالة الضرر وتقديم الخير للناس. رحمك الله يا محمد عبدالرحمن وأحسن الله عزاء أهلك وذويك ومحبيك وجزاك الله كل خير على صدقك وأمانتك في عملك. ولن تنساك الدمام ولا جريدة الدمام ولا كل مجال صحفي عملت فيه. والحمد لله على قضائه وقدره.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments