جامعة أرامكو السعودية

الأثنين 26 جمادى الآخرة 1426هـ 1-8-2005م

الصحيفة : اليوم

سبب قوي من أسباب نجاح الدول المتقدمة أنها تربط التعليم باحتياجاتها، إذ تدرس ما ينقصها فتوجه البرامج التعليمية إليه، ويجب علينا أن نحرص على أن ننهج هذا النهج، وأن نوجه الاهتمام إلى الاستفادة من البشر عن طريق تنمية قدراتهم ومهاراتهم وتوفير البرامج التعليمية التي يحتاجها السوق.. في هذا المقال يطرح الكاتب فكرة تصب نحو الهدف الذي يرمي إلى ربط التعليم بسوق العمل مهما أشدنا بمعالي المهندس علي النعيمي أو بالمهندس عبدالله جمعة ونوابه والقائمين على أرامكو السعودية بقيادة مجلس إدارتها فلن نفي بحقهم. ولكن الشكر يوصل إلى أهله فإن ما نراه من حرص على تنمية سوق البترول المحلي والعالمي واتساع نطاق هذه الشركة حتى وصلت معظم أطراف الأرض وعقد الاتفاقيات مع الشركات العظمى كل هذه ثوابت اقتصادية يعود نفعها على الوطن والمواطن. كما أن الحرص الشديد على سعودة الوظائف وعلى التدريب والتأهيل للعناصر السعودية وإرسال البعثات العلمية للخارج وعمل برامج تعليمية مكثفة كل هذه أرصدة تحسب للقائمين على هذه الشركة. ونريد لهذا العقد الجميل أن يكتمل ومن خلال منبر جريدة اليوم جريدة كل مواطن بالمنطقة الشرقية وسائر بلادنا الغالية. نوجه الطلب مشفوعاً بالأمل أن يلقى القبول وذلك بإنشاء جامعة أرامكو السعودية.. نعم جامعة يطلق عليها هذا الاسم وتختص بدراسات وأبحاث النفط باعتباره الدخل القومى الرئيس. سواء في الإنتاج أو التصنيع أو التصدير والتسويق أو الأبحاث العلمية والأخير مهم جداً لأننا كأكبر منتج للبترول نريد أن يكون لدينا مركز للبحث العلمي فإن هذه المادة التي تعطينا 80 بالمائة من دخلنا القومي تستحق أن يكون لها مركز للأبحاث العلمية. ثم إن إنشاء الجامعة يأتي محققاً لتوفير احتياجات الشركة من المهندسين والتقنيين والفنيين بل إن ذلك وبإذن الله سوف يوجد لدينا قاعدة علمية لصناعة مستخرجات البترول فتكون الشركة بذلك استطاعت أن ترسخ المفهوم العلمي والعملي لهذا المنتج الهام. وقتنا وحاجتنا تقتضي أن يكون لدينا تخصص في علوم البترول ولن يكون أحد قادراً على هذه المهمة إلا شركتنا الغالية فإن رصيدها من الخبرة الداخلية والخارجية وعلاقتها بالشركات الاجنبية يؤهلها لأن تبنى هذا الصرح العلمي على أسس قوية ورؤية ثاقبة ومعرفة بالحاجة الوطنية. وعندما أشدد على أن أرامكو السعودية هي من يقوم بهذا العمل ليس تقليلاً من دور وزارة التعليم العالي والتي قامت مؤخراً بنهضة عالية تشكر عليها.. ولكن أرامكو السعودية بثقلها وقدرتها ولاستفادتها سواء من الخريجين أو من مركز الأبحاث سوف يكون أثره عظيماً لوطننا ولشبابنا وأولاً وأخيراً للشركة نفسها. إن حكومتنا الرشيدة أعزها الله حريصة كل الحرص على تنمية مواهب وقدرات الشاب والشابة السعودية وما طلبنا هذا إلا إضافة لهذا النهج السليم. ويطمئنني عندما أتجرأ بمثل هذا الطلب لعلمي أن معالي المهندس علي النعيمي وسعادة المهندس عبدالله جمعة كلاهما أشد حرصاً لمنفعة ورخاء هذا الوطن. وكلمة أخيرة نريد لهذه الهدية أن تذكر فيشكر كل من قام وساهم فيها. والله الموفق،،،

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments