أثبتت شركة سابك من خلال سياستها الاستثمارية والخطط المنهجية وسلامة الأداء والحفاظ على المستهلك الوطني والأجنبي.. بل والقدرة التسويقية وامتلاك الثقة التعاملية إنها فعلاً الشركة التي تستحق أن توضع كتجربة ناجحة. وهذا النجاح المبني على دراسات دقيقة استطاعت من خلاله أن تخترق الأسواق العالمية وتكسب المصداقية حتى دخلت منتجاتها أسواق الشرق والغرب. ويعلم الجميع أن مثل هذا النجاح لن يكون بالبساطة أو محض الصدفة خصوصاً أننا نتعامل مع دول منافسة من حيث وجود المواد ورخص العمالة، بل وتملك التقنية. فهنيئاً لنا والشكر موصول لحكومة خادم الحرمين الشريفين التي أعطت الضوء الأخضر لهذه الشركة. ولأن وراء ذلك رجال عملوا وأخلصوا وتفانوا في أداء المهمة فما كانت البيروقراطية عائقاً أمام طموحاتهم بل تخطوا جميع الصعاب. أمنيتي من المسؤولين في هذه الشركة ألا يبخلوا على بقية شركاتنا العملاقة بهذه التجربة وأن تكون هناك لقاءات وندوات تستفيد الشركة منها وتفيد الآخرين خصوصا أننا وبعد هذه الآمال الكبيرة في مشاريع البترول والغاز والتحلية والكهرباء.. وغيرها خرجت علنياً لغة طالما نسمعها عند قطف الثمار والتي إتهمت المقاول السعودي بأنه غير مؤهل وأن المهندس الاستشاري السعودي غير قادر وأن الشاب السعودي غير مدرب. كل هذه ضربات متتالية أصابتنا بالإحباط ولسان الحال يقول: لنا خمسون عاماً ونحن نخرج رجال أعمال ومهندسين وخريجي معاهد وكليات ومع ذلك لسنا مؤهلين. وهل يعقل أن تكون هذه السنين لم تنفع لنتمكن من تنفيذ وتعميم وإدارة وعمل هذه المشاريع.. أم أنها عقدة الخواجة التي تلازمنا بل أصبحت موروثاً يجب أن نستسلم له، ويجب أن نبقى أقزاماً أمام الكبار. هناك فئة قليلة ضاقت بها الأموال حتى لم تجد لها مكاناً في بنوكنا المحدودة والتي لا تجاوز عدد أصابع اليدين ولا تريد أو يراد أن تصل إلى القدمين إذ كان هذا حالنا أو ما يراد أن نتهم به فمن المسؤول عن هذا التخلف ولماذا.؟ لماذا وقفت حائلاً دون مساندة المقاول السعودي؟ ولماذا المقاول السعودي مطلوب منه أو مفروض عليه أن يبقى دون المستوى ولا يسمح له أن يشارك الآخرين في أكل هذه الكعكة التي غصت بها حلوق الآخرين؟ ولماذا جامعاتنا ومعاهدنا تخرج لنا أناساً لا يفيدون أنفسهم ولا وطنهم؟ تقول إحدى الدراسات أن 75 بالمائة من خريجي الجامعات كلها علوم إنسانية يعني ما توكل عيش. هل العيب في نظامنا التجاري والمالي أم في غرفنا التجارية المغلقة أم في سياستنا التعليمية والاقتصادية؟ عموماً هناك خمسون ألف مقاول لديهم القدرة على المنافسة وهناك عشرات الألوف من المكاتب الهندسية تستطيع أن تنافس الأجنبي، ولدينا شباب وشابات لديهم القدرة والعزيمة للعمل بهذه الشركات، فقط نريد من حكومتنا وهي الحريصة على مصلحة أبنائها أن (تنفض المنخل).