عفوا … سعادة العضو

الجمعة 2 ربيع الثاني 1425هـ 21-5-2004م

الصحيفة : اليوم

نشرت إحدى الصحف عن أحد أعضاء مجلس الشورى أن منح المواطن الذي لا يعمل 1500 ريال شهرياً عار عن الصحة… ولم تتم مناقشته في مجلس الشورى أو طرحه أصلاً بين النواب وأن هذا الأمر يروج للبطالة والكسل وعدم العمل… إلخ ولنا وقفة أمام هذا الرأي واحترام قائله لأنه بإذن الله من المشهود لهم بالوفاء والمعرفة والإدراك. 1-لم أجد سبباً يجعل سعادة العضو يصرح بهذا التصريح فلو أراد قتل الموضوع لأهمله وليس بنشره فكم من الشباب إلتقط هذا الخبر وجعله سبباً للمطالبة بسد الرمق.. لحين يفتحها الله عليه. 2-الذي أفهمه أن مجلس الشورى وأعضاءه هم ممثلون لآمال وآلام أبناء هذا البلد خصوصاً أنهم على وشك دخول أبواب المجلس بالانتخاب… وأهم مطلب للعضو المنتخب النظر في الاحتياجات الضرورية للمواطن. 3-أمر مستغرب أن المجلس لم يناقش قضية صرف إعانة لكل عاطل عن العمل, لأنه من أولويات مناقشة السعودة (مقدار نسبة البطالة) وهل هي في صعود أم نزول وهذا الشاب أو الشابة (العاطل عن العمل) من أين يجد ما يسد رمقه وكلنا نعلم أن معظم دول العالم تنظر لهذا الجانب وفق معايير ونظم توفق ما بين الحاجات الضرورية من طعام وكساء وسكن وبين توفير الوظيفة المناسبة. أمام هذا الطرح غير المسبب كنت أتمنى لو أن: 1-مجلسنا الموقر ناقش هذا المطلب الوطني ليس من وجهة نظر أن في صرفه تعزيزاً للبطالة والكسل ولكن من وجهة نظر أنه اطمئنان لهذا المواطن الذي له الحق أن يأكل ويسكن ويلبس ومع المناداة من أجل تخفيض نسبة البطالة ليسأل المجلس وأعضاؤه الكرام هل النسبة قلت أم هي مرشحة للزيادة. 2-العاطل عن العمل هل نتركه نهباً للانحراف وأهل السوء والإضرار بالبلاد والعباد… أم الواجب أن نحتضنه وفي ذلك دفع للكثير من المصائب والبلايا التي نعايشها وتزداد يوماً بعد يوم إن هؤلاء الشباب أمانة في أعناقنا وسوف نسأل عنهم فديننا الحنيف حث على التكافل والتعاون لا أن نتركهم هملاً بحجة واهية لا تستند إلى منطق أو معايشة وصدق الله القائل (و في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) لا أعتقد أن عضونا الكريم يريد لأبنائنا أن يتسولوا أمام إشارات المرور وفي المساجد. 3-أحب أن أذكر العضو الكريم أن إحدى السيدات الفقيرات اتصلت بي وأخبرتني أن بعض أبنائها مريض بسبب (سوء التغذية…) 4-إن كان صرف 1500 ريال شهرياً لكل عاطل غير وارد لدى مجلسنا الموقر… فأضعف الأمور أن نؤمن لهم الأكل… نعم نؤمن لهم الأكل بحيث أن كل مدينة ينشأ بها مطعم لوجبات العاطلين عن العمل من السعوديين… ليس في ذلك عيب ولا منقصة… وما أكثر أهل الخير في هذا البلد… ليدرس المجلس هذه الفكرة علماً أنها مطبقة في إحدى أرقى دول العالم المهم إشباع الجائع علماً أن الوجبة لن تكلف أكثر من خمسة ريالات.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments