مشاهد… حديدية!

الثلاثاء 23 صفر 1425هـ 13-4-2004م

الصحيفة : اليوم

المشهد الأول: (المقاول).. لا حول ولا قوة إلا بالله حقيقة أربع طقات في الرأس توجع… أربع مرات ولسنة كاملة يرتفع سعر الحديد ولا هناك من يحمينا.. والمسؤولون أذن طينة وأذن عجينة يرفع السماعة محاولاً جهده أن يتحدث مع أحد موردي الحديد. المشهد الثاني: (المورد)… آسف ما عندنا حديد طلبك غير موجود (علماً بأن المستودعات ضاقت بما فيها). ممكن تتصل بعد ساعة أشوف لك طلبك ويمكن بالواسطة.. وربما السعر يرتفع خلال ساعة.. المهم دبر حالك. المشهد الثالث (وزارة التجارة): بعدما كثر اللغط ومرت فترة طويلة على هذه المشكلة والإثارة الصحفية المتعددة أخيراً بدأت الاجتماعات واللقاءات والردود الصحيفة وكل واحد يلقي المسؤولية على الآخر، وطالع يومياً صور المسؤولين وبجانبها تصاريح بأن مشكلة الحديد.. خلاص انتهت، وهناك تسابق صحفي بين وزارة التجارة والغرف التجارية وشركة سابك. المشهد الرابع (سابك): نحن لا نقبل الاتهام بتصدير الحديد إلى المطارات الخارجية أو إلى الدول الشرق أو دنوية، نحن لم نخزن الحديد ولم نكن سبباً في هذه المشكلة وخططنا وتوقعاتنا في العرض والطلب (فاتت علينا). وبعدين حنا تجار.. ندور الربح وإرضاء مجلس الإدارة عند عرض ميزانيتنا عليهم. المشهد الخامس (الصحافة) صرح مصدر مسؤول في وزارة التجارة أن مشكلة الحديد سوف تحل في غضون الأيام القليلة القادمة… ونرجوا السموحة على هذه الخسائر. كما صرح مصدر مسؤول في الغرف التجارية والصناعية أن ما حدث من زيادة في الأسعار فاق التوقعات وأننا مهتمون بهذه المشكلة منذ دخلت حتى خروج المقاولين المفلسين من سوق المقاولات كما صرح مصدر مسؤول في شركة سابك بأن المشكلة دولية ونحن لم نصدر الحديد إلى خارج البلاد ونعدكم بحل المشكلة حسب قانون العرض والطلب المعمول به في الشركة. المشهد السادس (فيلم سينمائي) قدم أحد المنتجين السينمائيين عرضاً لإنتاج فيلم أطلق عليه (عاصفة…أم السكاريب) وقرر أن يكون أبطاله شخصيات المشاهد السابقة، ولكنه يبحث عن ممول لهذا الفيلم.. فما كان من لجان المقاولين إلا أن وافقت آخذة بالمثل الشعبي ( ما يضر مقتول.. طعنه) وسوف تكون النهاية المحزنة لهذا الفيلم على ذمة أصحاب الكراسي الدوارة. المشهد الأخير: بعد اليأس والخسائر الباهظة وضرب كف بكف وخروج العديد من المقاولين من قطاع المقاولات، نشأت فكرة جديدة قد تناسبك وتنضم معنا إليها وهي إنشاء هيئة وطنية لجمع السكراب والمسامير وبراميل البلدية وغطيان التفتيش في مصلحة المياه وتقديمها هدية إلى شركتنا الغالية سابك أم السكاريب وياليل ما أطولك ياليل.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments