لا يفل الحديد إلا الحديد

السبت 15 محرم 1425هـ 6-3-2004م

الصحيفة : اليوم

نعاني في بلادنا نقص المعلومة الاقتصادية وعدم وجود التخطيط المستقبلي، لذا نجد الأزمات وارتفاع الأسعار المفاجئ يربك البلاد والعباد. خذ مثلاً أزمة الحديد والتي لها ما يزيد على السنة وهي تتفاقم يوماً بعد يوم، حتى وصل الحديد إلى أن يباع في السوق السوداء وأن يصبح له تجار وسماسرة أعجبهم الوضع ودعواتهم (من هذا .. وأكثر) أما مصانع الحديد فكما يقال (سيبك منها) لأن سابك على ما أوتيت من ضخامة في الهيكل والهيكلة إلا أنها لاتزال ترضخ تحت مفاهيم بيروقراطية عتيقة وكأنها تعمل تحت نظام العرض والطلب وليست صاحبة استراتيجية وطنية تحسب لكل حدث حسابه ولتعذرني هذه الشركة العريقة ولكن ما حصل للمقاولين والأضرار الناتجة على المواطنين من هذا الارتفاع جعل الكل يتوقف ويعيد حساباته . أما وزارة التجارة ووزارة التخطيط والغرف التجارية فليست هذه أول هداياهم من التخبط والارتجالية في حساباتهم وتوقعاتهم وما أكثر التصاريح وتوزيع الصور ولكنها في النائبات قليل، والسؤال الذي يعرض نفسه أين أنتم جميعا منذ بدء الأزمة أليس هناك حلول ممكن أن تعمل سواء في السماح بالاستيراد وايقاف الرسوم وفتح المجال لتحقيق احتياج السوق، لا عذر لأحد مادمنا نعايش هذه الأزمة الخانقة وإن كانت البيرقراطية وطول الإجراءات والتسويف ورمي المسئولية على الآخرين هي الأسلوب السائد في ظل هذه الأزمة والوقوف متفرجين عليها فإن الواقع المؤلم يعطي صورة داكنة عن أوضاعنا الاقتصادية كم كنت أتمنى أن تشكل لجنة عليا للمحاسبة وليس للعلاج لأن العلاج لا يفيد ما دامت هناك أطراف مستفيدة. نريد وقف هذه المهازل في بلادنا وأن يحاسب المخطئ ويكافأ المحسن لقد تعبنا من المجاملة ومراعاة الخواطر ومثلما يقال (أزمة وتعدى) عجيب أمرنا نحن نريد الدخول في العولمة وأبسط الأمور الاقتصادية لم نستطع حلها وكيف لنا أن نساير الأمم المتقدمة ونحن منغلقون على ؟أنفسنا ونعايش أنظمة تجعل المستثمر الوطني قبل الأجنبي يهرب منها. فعلاً لقد ضاقت بنا السبل وليس لنا بعد الله إلا أن نطلب من ولي الأمر التدخل السريع لإيقاف هذا الضرر (هل تصدقون أن أي تسعيرة تطلب من أي مورد للحديد يشترط أن مدتها يوم واحد بل بعضهم يحددها بالساعات) بعضهم علق على ذلك أن الذهب أسعاره محددة أما الحديد فهو أغلى من الذهب؟

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments