حديث المجالس سلوكيات.. تخفيض الدين العام

الجمعة 11 شوال 1424هـ 5-12-2003م

الصحيفة : اليوم

عندما يطرح موضوع الدين العام للنقاش فهو اما لزيادة تشخيص المشكلة او ان هناك حدثا هاما سوف يخفف هذا الكابوس البغيض. لان هذا الاخطبوط لم يعد مشكلة الدولة وحدها بل ان كل مواطن شريك في المطالبة والالحاح بتخفيضه.. وهنا تأتي اهمية التفرقة بين المواطن الذي يعتبر الدين العام هاجسا مشتركا بين الدولة والمواطن وبين عابر السبيل وما اكثرهم فقد تجاوزوا نصف سكان هذه البلاد.. خذ مثلا الدولة – حفظها الله – عندما تريد اداء اي خدمة او مشروع او تحسين وضع للمواطن فلا بد ان يتأثر الدين العام بهذا الاجراء وهي مضطرة لهذا العمل وتعتبره من اولويات مسئوليتها وعندما نقول ان حجم الدين لعام 2002م (685 مليار ريال) بزيادة عن عام 2001م بحوالي 6.5% وان اجمالي الدين يشكل حوالي 97% من الناتج المحلي حسبما ورد في تقرير مؤسسة النقد العربي السعودي نجزم بان هذا الارتفاع في اجمالي الدين العام لابد ان يشكل عبئا آخر يضاف على الدولة وقد يسبب لها اشكاليات اخرى خارجية عند الرغبة في الانضمام لاي اتحادات تجارية او منظمة التجارة العالمية, فهي مطالبة بتخفيض الدين العام ليعطي الثقة لدى الآخرين بقدرة الدولة وسياستها المالية للتحكم وضبط المديونية وان كانت الدولة تقترض من البنوك المحلية وصندوق معاشات التقاعد والتأمينات الاجتماعية وهذه تعطي دفعة سوقية وربحية لهذه الجهات الا ان ما اريد ان اصل اليه هو ان كل مواطن شريك ويؤثر ويتأثر بزيادة او نقص الدين العام, فمثلا الدولة عندما تؤدي خدمة ما فهي تقوم بها بدون مقابل بل انها تستمر في صيانتها وتشغيلها بتكاليف اضافية ويأتي دور المواطن امام هذه المعطيات والخدمات الحكومية ان يحافظ عليها لان اي عبث او زيادة في الاستخدام الجائر سبب في زيادة الدين العام وبالتالي يتأثر المواطن بنقص الخدمات فتزداد المديونية العامة. لذا فان مصادر التمويل المساندة مثل وعاء الزكاة والصدقات والتبرعات والمشاركة الوطنية في الخدمات وتشغيل اليد العاملة السعودية والقضاء على التستر واستثمار المال الوطني في وطنه والمشاركة الوطنية والاجنبية في الاستثمار داخل الوطن, والثقافة الوطنية في اداء الخدمات وحتى ابسط الامور في حياتنا اليومية سواء من استهلاك الماء والكهرباء والبنزين والنظافة واحترام الانظمة والقوانين كل هذه وغيرها توجد المواطنة الصالحة والتي تؤثر في انخفاض الدين العام. انا متأكد ان ما لايقل عن 20 – 30% من مصاريفنا المنزلية لا حاجة لها بل هي عبث بالمال الخاص والعام اذكركم بالمثل الشعبي الذي يقول: (المدبر في الدار.. خير من الحدار). الحدار: هو الذي يترك بيته ووطنه من اجل البحث عن لقمة العيش فهل تريد ان تكون مدبرا ام حدارا؟ والسؤال موجه لك ولاهل بيتك!

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments