ففيهما.. فجاهد

الجمعة 27 رمضان 1424هـ 21-11-2003م

الصحيفة : اليوم

أريد أن أجاهد يا رسول الله.. فكان الجواب هل لك والدان.. نعم لي والدان. إذا ففيهما فجاهد..ومع أن الدمعة نزلت من عين هذا المجاهد الصغير إلا أن التوجيه النبوي الكريم كان لوضع قاعدة شرعية نسير عليها. وأنا الآن أسأل.. كل من حمل السلاح ضد وطنه وأمنه وشعبه وأهله وأبناء جلدته واخوانه في الدين والعقيدة، وحتى والديه واخوانه وزوجته وأبنائه.. أسألك بربك : هل هذا هو الجهاد؟ وماذا بعد التفجيرات.. سوف ترجع الأمور لطبيعتها ولن يتأثر إلا من قتل نفسه والأنفس المعلقة في رقبته يوم القيامة وكل من له صلة بهذا القاتل. أما أنت يا من تعيش في الكهوف وفي الظلمة والخوف يحيطك من كل جانب اسمع لنداء أمك هذه العجوز الحزينة على فقدك.. هي تدعو الله ليل نهار أن ترجع الى حضنها الى الدفء الذي عشته معها وأنت صغير.. هي تريد ان تتمتع بالنظر اليك.. تريد ابنها الغالي المجاهد في أفغانستان والشيشان تريد أن ترفع رأسها أمام الآخرين وتقول : هذا ابني المجاهد.. هي تدعوك بأعز الأسماء اليك ان لاتقتلها بعملك المشين.. لم يبق في عمرها إلا القليل فلاتقض عليه ارحم دموعها الغالية والله ان دمعة من عينيها تعادل الدنيا وما حوت.. وان كنت تريد الجنة فاذهب سريعا وقبل قدميها وقل (يا أمي.. اني تائب) انظر الى فرحتها وانظر الى دموع الفرح.. أليست هذه غالية عليك.. نعم ان ضميرك وعقلك بدأ يتحرك لتعود الى منزلك والى والديك.. هذا الوالد الذي هو في أمس الحاجة لعونك.. أتتركه بعد أن شاب وحمل العصا.. كان يحلم ويحدث امك عندما تكبر وتعينه في عمله وتكون في خدمته.. هو الآن كسير الخاطر ولا يريد أن يقال ان ابنك الآن مطارد.. شريد.. خائف وما أكثر من يريدون تحطيم هذا الولد الحنون. عد إلى زوجتك.. شريكة حياتك تحدث معها عن أحلام الشباب وأملكم في تكوين أسرة تربيها على الايمان والتقوى.. هي لا تزال تأمل في كل طارق باب أن تكون أنت وأنت الغالي وأبو الأولاد. حتى ابنك الصغير والذي بدأ ينطق بكلمة (بابا) أناشدك الله أن لا تحرمه منها.. فهو بحاجة الى والده الذي يرعاه ويربيه ويدله على الخير.. وهذا أيضا طريق الى الجنة. وأخيرا: أسألك بالله هل تعجيل موتك بهذا الاسلوب المشين أم أن يبقى في العمر بقية تذكر فيها الله وتتلو كتابه وتكون داعية خير ضع رأسك بين ركبتيك وابك وفكر ثم فكر وسوف تخرج بنتيجة واحدة.. حسبي الله ونعم الوكيل على من كان السبب. اللهم اني تائب.. اللهم فاقبل.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments