حديث المجالس فقراء العولمة

الجمعة 28 شعبان 1424هـ 24-10-2003م

الصحيفة : اليوم

ما أجمل حديث معالي وزير التجارة والصناعة عندما قال في المؤتمر الوزاري الخامس لمنظمة التجارة العالمية المنعقد في مدينة كانكوت ان انضمامنا لمنظمة التجارة العالمية ضمان لمستقبل صادراتنا الصناعية وان تسريع انضمام الدول للمنظمة أمر مطلوب لتفعيل عالمية التجارة. ان ما نشاهده من تستر في النشاطات التجارية على مختلف أنواعها يجعلنا في حيرة من هذا الانضمام ونخاف من عملية الضم ان تكون بتكسير الضلوع الباقية وهي هشة وبها تآكل.. نعم هشة ما دام ان التستر وصلت نسبته الى رقم خيالي ومع وجود نظام مكافحة التستر.. خذ مثلا بعض النشاطات التجارية وكيف تدار؟.. تجارة الأسماك بيد الهنود والبنغال.. تجارة الميكانيكا والكهرباء بيد فئات متعددة من وطننا العربي تجارة الأغنام بيد السودانيين والصوماليين.. تجارة البقالات والأغذية بيد شبكات من الهنود وتدار بشكل مزعج.. وارجو المعذرة اذا قلت حتى التسول وأشكاله غير المناسبة لوضع بلدنا اصبحت من الأجانب اما السعوديون فيمنعهم عاداتهم وحياؤهم من ذلك. واختلط علينا لمن ندفع الصدقة والزكاة؟.. هذه وغيرها تقاس بمقدار الأموال الخارجة من بلادنا ولا نفع لنا منها بل تلحقنا الأضرار الاقتصادية والاجتماعية وزيادة الفقر والبطالة في بلادنا نحن شعب طيب.. وطيبته جعلته يقبل بالفتات الذي يصله من الأجنبي وهو قابع في بيته ينتظر متى يقرع بابه لتعطى له نسبته من دم ومعطيات وطننا الغالي. ويكفي مقدار الأموال المهاجرة وبدون رجعة ما مصير البقية الباقية من السعوديين الذين يحاولون رغم البيروقراطية والعقبات التي تواجههم في طلب ترخيص او انشاء مصنع او مبنى استثماري.. وهل نحن بخبرتنا المتواضعة نستطيع ان نقف أمام هذا الزحف الهائل من الشرق والغرب.. وان كان لنا رصيد في الأعمال العقارية وهو الجانب الوحيد الذي نفهمه او قل القدر المناسب من المعرفة التجارية.. وسيأتي اليوم الذي ينافسنا الأجنبي بل ويقضي علينا.الذي نتمناه التروي ومعرفة مقدار الأضرار قبل الإسراع او التهافت على قبولنا سواء ضمن الدول الأوروبية او غيرها. للمعلومية: حتى المطاعم سحب البساط من تحتنا وأصبحت تدار من ألفها الى يائها بغير السعوديين "عجبي".

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments