كلمة أم عزيزة على النفس واول ما تبدو للذهن العاطفة.. المحبة.. الرأفة الحنية.. التسامح.. وفي احيان اخرى يلعب بهذا اللفظ الكريم ويحمل دلالة الخبث.. الشر.. الحرب.. الفقر.. والهم.. واليوم حديثنا عن هذه الام وضعها حيثما شئت. فكل يغني على ليلاه.. اما انا فحديثي عن هذه الام التي تكهرب من لمسها فلها تأثير على جيبه وميزانيته.. بل انها سبب لنكده طوال الشهر. ويزداد الالم عندما وجدت امرأة امام المسجد وهي تطلب الاحسان بتسديد فاتورة الكهرباء.. وآخر كبير السن يقدم فاتورة الكهرباء الى الجمعية الخيرية بطلب المساعدة.. وعندما سألته (يا عم خفف من الاستهلاك) رد علي بنبرة كلها حزن واسى.. يا وليدي وين اودي (كومة هالعيلان) البنات لهن مكيف والاولاد لهم مكيف وانا والعجوز لنا مكيف ولان العجوز ما عاد فيها حيل وجاها جلطة نومت شقها الايسر اضطررت لاحضر لها خادمة وطبعا تبي مكيف وكل هالمكيفات درادع توحي قرقعتها وانت في آخر الديرة وانا ما عندي هم الا ملاحق المكيفات واللمبات.. المهم انت تبي تساعدني والا اقلب وجهك. ما الومك يا عم يا حلالاة على فيود الكهرب لو يسمعون ما قلته.. ياليتهم يزورون القرى والهجر ويدخلون منازل الفقراء.. صحيح ان عندنا فقراء الكهرباء. تقول وكالة (اكسبكتيشن)ان معدل استهلاك الكهرباء عندما يزيد على 5% من الدخل الشهري المتوسط فان هناك خللا في تركيبة الشركة المسئولة.. وعلها تدرس وتمحص وتراجع حساباتها.. فلو فرضنا ان متوسط دخل الفرد بوطننا الغالي 3000 ريال شهريا فان الفاتورة يجب ان لا تزيد على 150 ريالا شهريا (ابصم بالعشرة) ان المعدل اكثر من 20% من الدخل يروح للكهرباء لا احد ينكر الجهود المبذولة.. ولكن مهما كانت الجهود فانها اذا اجهدت الجيب فاحكم عليها بالفشل وهذا ما حصل فان الدخول الشهرية ثابتة لها سنوات ولكن فاتورة الكهرباء تزداد بمعدل زيادة افراد الاسرة..