أكبر كبسة وأكبر ساندويش
الجمعة 17 جمادى الآخرة 1424هـ 15-8-2003م
الصحيفة : اليوم
أكبر كبسة وكذلك أكبر ساندويش تم صنعهما بالمملكة، ولربما يسجلان في موسوعة جينس العالمية. لقد ضعنا بين الكبسة والساندويش. أو قل بين الشاطر والمشطور وبينهما طازج وفي النهاية أكل ثم أكل وتنتهي الحكاية. هل نحن شعب همه وهمته الأكل والتفنن في تكبير الكروش ولحس المواعين أم أن آخر موضات الفنون السياحية والتسويقية ولفت الانتباه والترويح والنشر الميسر تأتي عن طريق البطون، أم أن القصة كما قالت سيدتي: أقرب طريق الى قلب الرجل معدته، أم أن الكرم العربي المشهور والذي قادنا الى أن ننفق نصف ميزانية بيوتنا في صناديق القمامة فخسرنا المال ولوثنا بيئتنا وحرمنا المحتاج من أبناء هذه الأمة.. بل الأخطر هو أننا أصبحنا في حكم المسرفين.. أعاذنا الله أن يخرجنا من محبته. ومادمنا في مجال الترويح عن النفس وجلب السياح والزبائن فإنه من شروط الضيافة أن نأكل من هذا القدر وأن، تعمل لنا ساندويشات لمدة ثلاثة أيام بلياليها. عند ذلك فعلا يحق للمبدعين في هذه الكبسات الشكر والثناء على حسن الضيافة. وطبعا هذا سوف يكون مكلفا جدا على مقيمي الاحتفال لذا لا مانع لدينا من قبول هذا القدر ووضعه على مدخل المدينة حتى يصبح رمزا لهذا الكرم الحاتمي، كذلك الحال أن يعمل مجسم للسندويشه ويوضع في مدخل المدينة دليلا على الكرم "العروأوروبي". لأن الفارق كبير بين كبسة العرب وساندويش الغرب والعرض الآخر أن تقام أنشطة انسانية أثناء تقديم الكبسة وأكل السندويشة يكون هدفها التذكير بأن هناك اخوانا لنا لهم حق أكل الكبسة والسندويشة ولن تصلهم إلا بتقديم ما تجود به النفس. أحيانا لا يلام من يقيم مثل هذه الاحتفالات لأن الوضع (زي بعضه) وان استمعت الى الأخبار فلن تجد إلا قاتلا أومقتولا أو قصفا أو اعتداء واهانة للمسلمين وللعرب. والأخطر من ذلك التأثير على أبنائنا وأسلوب حياتهم وتلقيهم للعلوم، فقد اختلفت واختلطت لديهم كثير من المفاهيم فهم فعلا ضاعوا بين كبسة العرب وهمبرجر الغرب.