عندما يعترف الوزير

الجمعة 10 جمادى الآخرة 1424هـ 8-8-2003م

الصحيفة : اليوم

ثلث المساكن بالمملكة لايوجد بها شبكات مياه واكثر من 75% غير مشمولة بخدمات الصرف الصحي والحل؟.. وهناك خطة وطنية شاملة للمياه تغطي انحاء المملكة وستكون هذه الخطة مربوطة ببرنامج زمني.. انتهى تصريح الدكتور غازي القصيبي.. ولعلي أطرح تجربة شخصية حيث عملت في هذا القطاع سابقا فقد شبع المواطن من الخطط، وهذا ديدن من سبقك من الوزراء، فضاع المواطن بين البرامج والخطط فنصحو على برنامج وننام على خطة حتى تنتهي فترة هذا الوزير.. ونحن نحلم ونوعد النفس بليلى.. نعرف جميعا رغبتك وطموحك نحو انهاء هذه المشكلة وأجزم بأن مستشاريك كل يوم يقدمون لك مشورة وكل واحد يعتقد انها الافضل.. ولكن الذي نرجوه ان لا تحل علينا (لعنة الكهرباء) مرة ثانية حتى اصبحت فاتورة الكهرباء أبغض ورقة يستلمها صاحب المنزل.. وما ذكرته او اعترفت به ليس جديدا او مجهولا فهو معروف وجميع منسوبي وزارتك لديهم علم به ويكفيك ان خطة او البرنامج الوطني الذي اعدته وزارة البلديات (سابقا) سوف يكلف حوالي سبعين بليون ريال … يعني سبعين بليون (استغفر الله لن أذكرها) على من فكر بهذا البرنامج.. لذا وارجو المعذرة احذر ما يقدم اليك من دراسات واقتراحات ما دام انها من جيوب الناس واعلم ان الكثير من (الخبراء) سوف يهون ويسهل هذا الامر بينما هو ينطوي على مشاكل انسانية واجتماعية وحتى سياسية نحن في غنى عنها.. وكما قيل ما لايدرك كله لا يترك جله فلا تكن ممن تبنى هذه البرامج فذكر بها ولم يشكر عليها. وخذها تجربة انسان عاصر هذه المشكلة فعليك الآن وبدون تأخير طرح مشاريع استثمارية لانشاء محطات تحلية على البحر الاحمر والخليج العربي وافتح الباب على مصراعيه لجميع الشركات الاجنبية واحذرك من الوطنية المشتركة او وكلاء الشركات الاجنبية.. بل الاتصال مباشرة وبدون وسطاء لاكبر عدد من الشركات الاجنبية ولان اليوم مسموح لك بانشاء هذه المحطات اما غدا فلن تستطيع ذلك وسوف تقف منظمات دولية دون ذلك وهذا التنافس بين الشركات سوف يقلل التكاليف على المواطن اما المياه الجوفية فلانها ثروة لا تعوض نرجو ان تحافظ عليها وان تبقيها للاجيال القادمة. كذلك لانك معروف ومذكور بوطنيتك وحرصك على مصلحة بلدك اوقف هدر المياه في جميع المصانع والتبريد واستخراج النفط وألزم هؤلاء وغيرهم باستخدام مياه الصرف الصحي المنقاة. وأخيرا لا يغرنك من يقول ان خمسة آلاف او عشرة آلاف ريال لا تؤثر على المواطن فلديك ما لا يقل عن نصف المجتمع دخولهم محدودة اقصد دخولهم دون ثلاثة آلاف ريال.. ولاشك ان تقدير الدولة حفظها الله واعزها لكل مواطن سوف يهيئ الامكانية نحو اعتماد مبالغ من ميزانية الدولة وهذه باذن الله سوف تكفي اذا برمجت ونفذت في اوقاتها.. المهم أبعد فكرة تحمل المواطن تكاليف اضافية. ولموضوع التسعيرة بحث آخر لعلنا ننشره مستقبلا.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments