أرامكو وجامعة الملك فهد وبينهما غزل
السبت 19 جمادى الأولى 1424هـ 19-7-2003م
الصحيفة : اليوم
زيارة المجاملة التي قام بها وفد برئاسة مدير الجامعة الى شركة أرامكو ولقاؤهم مع رئيس الشركة خبر جميل في إطار الزيارات الودية.. وكان بودي لو ان الزيارة كانت عكسية أي ان وفدا من أرامكو برئاسة رئيسها زار الجامعة ولو بحكم المجاورة والقرب والهدف الواحد.. ذلك الهدف الذي أُنشئت الجامعة من أجله قبل أربعين سنة الى جانب ان الجامعة تمثل صرحا علميا له مكانته العلمية الراقية. وشركة أرامكو شركة تجارية يجب ان تكون لها اسهامات وعلى أقل تقدير في ذات التخصص وهو البترول وصناعته لذا فانني نظرت لهذه الزيارة واعطيتها احتمالية وأبعادا قد تكون موافقة ويرضى عنها البعض لكنها بلا شك قد تنبه الآخرين الى الدور المهم الذي ان كان تقلص (كثيرا) فلربما ان هذه الزيارة تفتح مجالات للتعاون وشد الأزر والذي اتصوره ان الجامعة عندما انشئت قبل اربعين سنة كانت توجهاتها ما لا يقل عن ثمانين بالمائة الى الدراسات المتعلقة بالبترول انتاجا وتصنيعا وتكريرا وتصديرا ولكن أتصور ان هذا الدور تقلص الى ما نسبته عشرون بالمائة ودخلت تخصصات أخرى قد يكون بعضها مساندا ولكن كان لنا الأمل بالتخصص العميق في أمور البترول من بدايته الى نهايته وكنت أتمنى ان أكون سكرتيرا لهذا الوفد لأدون التالي: 1ـ إلقاء قصيدة أصور فيها حال الجامعة والدور المطلوب من شركتنا الغالية ان تقوم به تجاه الجامعة خصوصا ان الأخيرة (وهذا ليس من باب المنة) قد خرجت الكثير من المهندسين الذين قادوا العمل في الشركة وكانت سببا في تهيئة الموظف المناسب واحتياج الشركة هذا الى جانب الاستشارات والدراسات التي تقدمها الجامعة للشركة من خلال مركز أبحاث الجامعة الذي بالكاد يصرف على نفسه بل قد يتعثر كثير من الدراسات والأبحاث بسبب النقص المادي وذلك اذا تصورنا ان مركز الأبحاث مطلوب منه ان يصرف على نفسه مع أنني لا أوافق على هذا المبدأ البعيد عن المنطقية والواقع.. فالأبحاث وتطورها يحتاجان الى مبالغ كبيرة وعليها بعد الله الاعتماد في تطور البحث العلمي ونحن بحاجة ماسة جدا الى هذا الجانب الذي قد تغفله وزارة المالية.. لذا فان الرجاء ـ بعد الله ـ من ارامكو السعودية ـ وهي الرائدة ـ ان تتولى مسؤولية الصرف على مركز الأبحاث وسوف يقوم بكفاءاته المتوافرة بخدمة قطاع البترول وأبحاثه بشكل تعود فائدته على الشركة ومن ثم على الوطن. 2ـ لو فتشنا عن خريجي الجامعة والعاملين في أرامكو لوجدنا ان معظمهم أصحاب تخصصات علمية مختلفة عن علوم البترول ومشتقاته فنجد منهم المهندس المدني او المعماري او الكهربائي او الميكانيكي، ورغم تقارب التخصص لكن ينبغي التعمق في تخصصات علوم البترول وهو المطلوب من هذه الجامعة ان تركز عليه وتعطيه أهميته ولن يتأتي ذلك للجامعة إلا بوجود الاعتمادات المالية لمثل هذه الدراسات وهو ما نرجو من شركة أرامكو ان تهتم به وتجعل هناك اعتمادا ماليا خاصا يصرف لدراسات البترول ومشتقاته وأجزم بأن الجامعة سوف توافق على ذلك خصوصا انه يحقق احد أهداف إنشائها. 3ـ الملاحظ ان أبناءنا الذين لا تقبلهم الجامعة أكثر من المقبولين وهذا راجع الى شروط الجامعة والتي لا تخلو من القسوة.. وقد يكون الجانب المادي سببا لذلك وهو ما حدا بها الى تقديم برامج في الحاسب والإدارة بمقابل يدفعه الطالب (حتى الجامعة لا تخلو من تجارة العلم) الذي نرجو ألا تفقده الاعداد الهائلة من أبنائنا غير المقبولين الذين يصبحون عالة على أهليهم ومجتمعهم، فلو ان شركة أرامكو قامت بانشاء كليات ومراكز علمية متخصصة في أعمال البترول وصناعته وأوجدت قاعدة صناعية بتوطين هذه الصناعة واستثمرت بعضا من أموالها في شباب هذا البلد بتدريبهم وتدريسهم المناهج العلمية المتعلقة بصناعة البترول لأصبح لدينا جيل ماهر ومتقن هذه الصناعة وفي ذلك سد لاحتياج ارامكو ومقاوليها والشركات العاملة معها. كما ان ذلك سبب للقضاء على البطالة ولأوجدت جيلا يرث هذه الصناعة ويورثها لمن يأتي بعده. ولأن سبعين سنة في عمر شركة أرامكو كافية للحكم بأهمية هذا الجانب وهو (توطين صناعة البترول) هذه ملاحظات (سكرتير غير رسمي) لوفد الجامعة على انني قد القيت عقالي وغترتي على طاولة رئيس شركة أرامكو ولا اعتقد الا انه ما يخيب الرجاء.