حديث المجالس سبعينية مباركة يا أرامكو “1”
الجمعة 4 جمادى الأولى 1424هـ 4-7-2003م
الصحيفة : اليوم
يقول الشاعر: سئمت تكاليف الحياة ومن يعش سبعين حولا لا أبا لك يسأم لا اعتقد ان شركتنا الغالية (والغالية جدا) لأنها بعد الله هي المصدر الأول لخيرات بلادنا يهمنا ألا تسأم وان يمن الله عليها بسبعين عاما اخرى.. ولكن حداني على ذكر هذا البيت امور اتضحت لي وهي. * ان البترول هوالوقود الذي لا غنى عنه وانه لن يتراجع عن هذه الصدارة خلال العقود الثلاثة المقبلة. * ان الطلب على البترول سوف يزداد بمعدل ثلاثين مليون برميل يوميا حتى عام 2020م اي بنسبة 40% من الانتاج العالمي الحالي. * ان تلبية هذا الطلب تستلزم توافر استثمارات ضخمة ومتواصلة على جميع مستويات صناعة البترول. * والأخطر انه في ظل خيار (السوق الحرة) هناك احتمال هبوط اسعار البترول الى ما يقارب 10 دولارات للبرميل. * وانه نتيجة لذلك سوف يكون هناك ارتفاع وانخفاض في الاسعار له تأثيره على ثلاثين دولة وسوف يؤدي الى ازمات اقتصادية ومالية لأكثر من مليار نسمة. والأخطر ايضا ان ذلك سوف يحدث اضرابات سياسية واجتماعية سوف تؤدي الى حدوث ازمة اقتصادية عالمية. لذا وامام ما اشير اليه ارجو العذر في نقل تصور حديث المجالس والنظرة المستقبلية لتقلبات الاسعار وتأثيرها على مجريات الحياة خصوصا ان الشركات العالمية تتسابق للحصول على امتيازات الاستثمارات في بلادنا هذا بخلاف نتائج دخولنا في منظمة التجارة العالمية (وفرض الشروط) ولأنه مضى سبعون عاما على شركة ارامكو وهي تزاول مهنة الانتاج والتصدير.. ومع (باقة ورد) ملفوفة بورقة شفافة كتب عليها: (سبعين عاما سعيدة)، (ولكن لنفكر في السبعين السنة القادمة) لأننا نحب ارامكو السعودية ونشعر بأفضالها وقد تعذرنا لعتاب المحبين وكيف وهي بعد الله المصدر الاول لدخلنا وان 80% من هذا الدخل يأتي منها. اتمنى ان تجلس ادارة ارامكو مع نفسها وتسأل: لو عاد التاريخ لبدايات السبعين سنة الماضية.. هل السياسة التي اتبعناها سوف نستمر بها أم كنا نود العمل بغير ذلك. ثم ايضا تسأل نفسها: ماذا يجب علينا عمله للسبعين سنة القادمة. بمعنى ان نستفيد من اخطاء (ملاحظات السبعين السنة الماضية ونصححها للسبعين سنة القادمة) اما من وجهة نظر حديث المجالس وغالبا لايخلو من المبالغة او الاحلام الرومانسية ولكن من الواجب لارامكو ان تسمع وتسجل وتدرس لانه في النهاية كل قطرة من هذا الكنز الثمين تهم وتخص كل مواطن. المنظور الأول: كنا نتمنى ان الشركة منذ بدايتها قامت بإنشاء كليات ومعاهد ومراكز متخصصة في صناعة البترول بكل مراحله الدقيقة والثقيلة سواء في سد احتياجها او احتياج البلاد وتكوين شباب قادرين على العمل ومؤهلين آخذا بنظرة مادام ان انتاجنا من البترول يشكل 80% من دخلنا اذا فان تعليمنا التقني يكون في حدود هذه النسبة مقارنة بالتعليم العام. واهم من ذلك ان نوطن صناعة البترول ونكون بجانب الانتاج مصنعين، وليست البلدان التي تستورد بترولنا ثم تقوم بتصنيعه وتصديره لنا على هيئة بضائع فليس هؤلاء بأحسن منا الا انهم وطنوا هذه الصناعة واصبح لديهم مخزون علمي تقني كان من المفروض ان نكون نحن اولى به وحتى يتكون لدينا اجيال واحفاد صناعيون وهي حلقة متصلة في الإنتاج والتصنيع والتصدير واذا اختل احدها كان هناك الضرر الذي نعيشه الآن. المنظور الثاني: ان مستخرجات التعليم في بلادنا كما ذكر 75% غير نافعة مقارنة باحتياج السوق، ولو ان مستخرجات التعليم ركزت على نوعية العلوم وفقا للدخل الوطني واحتياج السوق لكان وضعنا افضل ولمنعنا عن انفسنا هذه البطالة او حتى التضخم الوظيفي في قطاعات الدولة والذي يكلف الدولة عشرات المليارات سنويا. المنظور الثالث: ان كانت ارامكو تجنبت مسألة توطين الصناعة فيما عدا شركة سابك آخذة بالمنظور الاقتصادي فان الخسارة قد حصلت للدولة من خلال الرواتب المدفوعة لموظفين لاحاجة لهم او لضياع ما يزيد على مليوني شاب وشابة بدون عمل او بتخصصات غير مناسبة لحاجة البلاد.