أوقفوا.. تجارة العلم..!

الأربعاء 25 ربيع الثاني 1424هـ 25-6-2003م

الصحيفة : اليوم

تعليقا – حول انشاء كليات مختلفة بواسطة مستثمرين من رجال الأعمال. قبل فترة ليست ببعيدة كان حلما ان توافق وزارة التعليم العالي على انشاء كليات او جامعات اهلية واليوم اصبحت الموافقة ارجو المعذرة (بالكوم) هل الوزارة اقتنعت بخطئها السابق حول وضع العراقيل امام المستثمرين في التعليم أم ان الشق اتسع على الراقع واصبحت الجامعات الحكومية لاتستوعب الطلبة.. لذا لا ملجأ الا بالموافقة.. ولكن يبقى ان نسأل انفسنا هل الموافقة هي فقط في انشاء مبان وتجهيزات وفق متطلبات معينة، أم ان هناك اشتراطات في نوعية التعليم.. والاخيرة هي الاهم لان الملاحظ ان الكليات تبدأ ضعيفة وتستمر على هذا الضعف ولذلك تختار التخصصات الضعيفة اقصد سهلة التدريس وسهلة التحصيل ولاتحتاج الى تقنية علمية وتجهيزات تتوافق مع احتياج البلد. في النهاية نحصل على خريجين يضافون الى الخانة السابقة من مستخرجات التعليم المعطلة والعاطلة والتي اصبحت عبئا ثقيلا على الوطن بل على نفسها وأصبح تفكير المستثمرين او لنقل بشكل واضح (تجار العلم) كم الدخل السنوي؟ ولماذا زادت مصاريف التدريس ويكفي نوعية معينة من المدرسين اصحاب المعاشات الميسرة والشهادات والخبرات من الخارج كلنا نعرف سهولة الحصول عليها ، حقا انها مأساة اذا تخرج اولادنا بدون فائدة علمية وفق طلب السوق واحتياج الوطن.. ارجو ان ينظر الى التخصصات التي سوف تدرس في هذه الكليات وتقارن بالزخم الهائل والمتوفر بسوق الانتاج بينما نحن بلد من الله علينا بثروة هائلة غالية من البترول وكان المفروض علينا ان نوجه غالبية التخصصات العلمية في هذا الاتجاه.. ولا نكتفي بأن نكون بلدا مصدرا بل ننتج ونصنع ونصدر والتصنيع هو الاهم لانه يبني الامة على النهج الصحيح ويقضي على البطالة ويحل مشاكلنا المالية بل له آثار عظيمة تجاه قوة البلاد واعتمادها بعد الله على نفسها لانه ما اجمل ان تحمل صناعاتنا شعار (صنع في السعودية) كنت ومازلت وغيري من المواطنين يتمنون ان يروا القروض والمساعدات لشبابنا المتخرجين في علوم صناعة البترول وان يكونوا نواة لهذه الصناعات والتي تجاوزت الآلاف من انواع المنتجات النفطية. ولا يجب ان نسمع لمقولة ان هذه مكلفة لانها في النهاية سوف توطن صناعة البترول في بلادنا وتتوارثها الاجيال بعد الاجيال. ولا اعتقد ان البلدان المستوردة لبترولنا وهي غير منتجة بل تصنع ما تستورد ثم تصدره لنا مصنعا اقول هذه البلدان ليست افضل من بلادنا وان ما ننعم به من حكومة سخرت نفسها لاجل رفع شأن المواطن وتعليمه وجعله الهدف الرئيسي في التنمية لهو خير عون بعد الله في ان ندعم هذه الصناعة ونوطنها.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments