حديث المجالس خبير الفقراء

الجمعة 22 ربيع الأول 1424هـ 23-5-2003م

الصحيفة : اليوم

حول ما نشر بشأن الاستعانة بخبير دولي لدراسة الفقر في السعودية باحدى الصحف المحلية وان من مهام هذا الخبير وممثل برنامج الامم المتحدة الانمائي وضع تصور اولي للاطار العام للاستراتيجية الوطنية لمعالجة الفقر؟! ولأن وزارة العمل والشئون الاجتماعية وعلى رأسها رجل فاضل له محبته وتقديره واحترامه هو د. علي ابراهيم النملة ولان رجال هذه الوزارة من المشهود لهم بالوفاء والاخلاص لذا ارجو المعذرة من هذا العتاب وهو عتاب المحب: نحن اعلم بمشاكلنا واعلم بعيوبنا فهل هناك ضرورة لنشر الغسيل واعطاء المعلومات للغير وهل هؤلاء بيدهم عصا سحرية ويفهمون اكثر مما نفهم او حتى يعتقد انهم سوف يحلون مشاكلنا اكثر مما سوف نقوم بحله من مشاكل. وهل من الضرورة ان تعرف هذه اللجنة فقراءنا في جيزان وفي الاحساء وفي تبوك وفي وسط نجد وفي الربع الخالي. اما انها ارقام معمولة من قبل الوزارة وتعطى لهم، ثم أليس هناك خطر من تسريب هذه المعلومات حاضرا او مسقبلا واين ابناؤنا من هذه المشكلة البسيطة. هل تريد الوزارة تعريف الفقر؟ خذها من فم الصبي الصغير. سمع صبي فقير امرأة في جنازة تقول يذهبون بك الى بيت (القبر) ليس له غطاء ولارطاء ولاعشاء ولا غداء ولا سراج فقال الصبي: يا أبت انهم يذهبون به الى بيتنا وان طلبت تعريف الفقير فهو ذلك الانسان الذي لامال له بل هو اول المستحقين الزكاة من الثمانية. تريد تعريفا آخر للفقر يقول الشاعر حميدان الشويعر: لقيت الجوع أبو موسى باني له بيت بالـــحجرة عليه قطعيه وســـمال وبشيت مــنيقر ظهره واليك تعريف الفقر من احد شعرائنا القدامى: دع عنك عذلي مــا من العذل اعجب ولابد حال بعد حـال تقلب وكان بنو عمي يقـولون مرحبا فلما راوني فـقيرا مات وحب لأن مقلا حـين يغدو لحاجة الى كل من يلقى من الناس مذنب وان كان القصد كيف ينفق المائة مليون ريال فان قوت ستة شهور من الرز والدهن والسكر والشاي والحليب سوف نحتاج الى مائة مليون اخرى. وان كان القصد عمل استراتيجية لاستثمار المائة مليون ريال وما يأتي لاحقا فخذها مني استراتيجية اقتصادية عاجلة وباذن الله مضمونة بما لايقل عن 15% من الارباح السنوية سواء بتسليمها لنا او لمن تثقون به من تجار العقار لذا فان الاستعانة بأجانب يدرسون اوضاع فقرائنا او يضعون لنا استراتيجيات وطنية لمعالجة الفقر امر لانقبله ولاحتى لوزارة العمل لاتقبله لانها عزيزة علينا وثقتنا بها لاحدود لها. ولان حكومتنا الرشيدة – اعزها الله وجعل الخير على يديها – حريصة على معالجة الفقر واسبابه وطرق علاجه وهي بإذن الله قادرة ولي وقفة اخرى مع صندوق الفقراء في جلسة قادمة ونرجو العزيز الكريم ان يحقق الاهداف. قد يكثر المال يوما بعد قلته ويكثر الغصن بعد اليبس بالورق صندوق الفقراء الفقر تلك الكلمة الممقوتة التي لو كانت رجلا لقتلناه، الفقر… والفقيرهو ذلك الرجل الذي يصف له ويقول: اذا قل مال المرء قل حياؤه وضاقت عليه ارضه وسماؤه وحار ولايدري وان كان حازما اقدامه خـير له ام وراؤه الفقير هو ذلك الرجل المعدم الذي لا مال له. وهل نقبل بهذه الكلمة ولدينا اكبر تجارة في الدنيا واغنى رجال الدنيا. وهل هناك ضرورة ان ننشرها على صحفنا ومجلاتنا.. ام ان هذا شأن نعالجه بهدوء وبعقلانية وعندما تظهر نتائج اعمالنا نستطيع ان نفاخر لما قمنا به لمعالجة الفقر واسبابه. وكنت اتمنى ولاازال ان نستبدل كلمة صندوق الفقراء بعبارة لطيفة مقبولة.. حتى الفقير لايخجل منها او ان الاصابع تشير اليه بالفقر. ولان الفقراء هم ممن شملتهم اعانات الجمعيات الخيرية فانه بالامكان دعم الجمعيات الخيرية وتخصيص المساعدات لمعالجة اوضاع الفقراء.. لكن الاهم من ذلك لو اننا بدأنا بمعالجة مشكلة الفقراء من زاوية هامة جدا وهي الاسكان وجعلنا التركيز على هذه الزاوية المهمة التي لها ما بعدها واستبدلنا كلمة صندوق الفقر وذلك بعد الاستئذان من خادم الحرمين الشريفين باطلاق اسمه على هذا الصندوق وليكن مثلا: (مشروع الملك فهد للاسكان الخيري) اعتقد لو نجحنا في بلورة هذه الفكرة واخراجها لحيز الوجود وبآلية سهلة ميسرة.. واليك عزيزي القارئ بعضا من النقاط لاحياء واستمرار هذا المشروع خصوصا ان الاسكان الخيري من اهم ضروريات ومتطلبات حاضرنا. اولا: نقل المائة مليون لهذا المشروع ووضع نظام ولوائح خاصة به للفقراء في الحياة. ثانيا: يكون في كل منطقة ومحافظة ومركز لجنة خاصة لجمع التبرعات لهذا المشروع الخيري وتشترك فيه الغرف التجارية وتجار كل مدينة وبرئاسة امير المنطقة ومحافظ المدينة ورئيس المركز. ثالثا: تبرعات وصدقات كل منطقة تبقى للمنطقة نفسها ويكون هناك تنافس بين المناطق في هذا المشروع ويتوج في نهاية كل سنة باحتفال يضم جميع امراء المناطق والمحافظين. رابعا: يصدر توجيه للبلديات واملاك الدولة لهذا المشروع وذلك للبناء عليها واستثمارها وكذلك يكون من حق هذا المشروع الخيري بيع بعض الاراضي والاستفادة من قيمة البيع في البناء علما بأنه يوجد الكثير من املاك الدولة لدى البلديات والمالية يمكن الاستفادة منها واعتقد ان هذا المشروع الوطني هو من اهم احتياجات بلادنا. خامسا: حيث اننا في اشد الحاجة لهذا المشروع الخيري لنوقف مسألة التبرعات والوقوف امام المساجد لجمع التبرعات للجمعيات الخيرية داخل وخارج البلاد ولنجعل الحملة خاصة بهذا المشروع الوطني بجانب التركيز في خطب الجمعة على اهمية هذا المشروع واحتياج بلادنا له وانه صدقة جارية لها اجرها باذن الله. سادسا: حث التجار والموسرين على التبرع بانشاء المجمعات السكنية الخيرية وتسميتها باسمائهم بل يجب تكريمهم وتشجيعهم والاعتزاز لهم بهذا العمل الانساني الطيب.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments