الوزير.. الخلف

الجمعة 1 ربيع الأول 1424هـ 2-5-2003م

الصحيفة : اليوم

بداية ندعو العزيز الكريم ان يحفظ بلادنا من كل مكروه وان يجزي ولاة الامر خير الجزاء وان يجعل في التشكيل الوزاري الجديد النفع لصالح البلاد والعباد. تقول مصادر ان 95% من المواطنين ينتظرون سماع الاسماء الجديدة لاجل معرفة الوجوه الجديدة ثم تقف الرغبة عند هذا الحد فهي لاتريد ان تفكر ويكفي معرفتها بحكمة (ذهب وزير وجاء وزير) وان 5% الباقية هم الذين يناقشون ويضربون اخماسا في اسداس وتبدأ بنشر صحائف الوزراء السابقين وهنيئا لمن كانت صحيفته خالية ولكن رضا الناس غاية لا تدرك. لذا فان الوزراء – اعانهم الله – امام خضم من الاطروحات والتوجهات ان سلم منها السابقون فان احداث 11 سبتمبر واحتلال افغانستان والعراق والتهديدات المستمرة والتوجهات البرلمانية الديمقراطية في البلدان المجاورة اضافة الى ان مواطن الفترة السابقة مختلف تماما عن مواطن الفترة الحالية فمعايشة هذه النقلة النوعية امر يجب على الوزراء الجدد وحتى ممن استمروا في اماكنهم ان يأخذوا بها والمواطن لن يعذر احدا منهم ان وجد التقصير والنظرية البيروقراطية الكلاسيكية الممقوتة اداريا وعمليا.. ومقولة حسب النظام والاعتماد لايكفي وتشكيل اللجان والروتين الممل كل هذه اصبحت غير مقبولة بل ومستهجنة هذا الى جانب ان الشارع السعودي بما انعم الله عليه من حكومة تأخذ بأسباب المشاركة الوطنية الفاعلة في اسلوب الحكم ومجلس الشورى والتوجيهات نحو تلبية تطلعات المواطن كل هذه جعلت المسئولية على جميع الوزراء مختلفة عن السابق. وكما ذكرت فان (وكالة يقولون) قد استعرضت ما قد يسأل عنه الشارع السعودي وعندما اقول الشارع السعودي لاننا يجب ان نخرج من بوتقة ضيقة الافق الى المشاركة والاحساس الوطني العام فهناك من يقول: اتمنى ان تنشر صحائف الوزراء السابقين وان نعرف ماذا قدموا للبلاد وان كان ولابد ان تكون تحت مظلة مجلس الشورى فأضعف الايمان ان تعلن على الملأ هذه بلا شك سوف تعطى المواطن الوضوح التام عن الوزير ووزارته وتعطي ايضا مؤشرا للوزراء الجدد انهم سوف يسألون عن اعمالهم. الثاني يقول: اتمنى ان تكون ولاية الوزير اربع سنوات لان التجربة في التشكيلات السابقة تدلل على افضلية الاكتفاء بالسنوات الاربع الاولى اما السنوات الاربع الثانية فهي مدعاة لاستمرارية نمط مماثل ولان تجربة التجديد لم تأت بجديد. الثالث يقول: كنت اتمنى ان يكون الاختيار من غير الاكاديميين فهؤلاء تعودوا على نمط في حياتهم وسكناهم يختلف عن بقية المواطنين. وان يأخذ بأصحاب التجارب ومن عركتهم الحياة واستفادوا من دروسها فهؤلاء اقرب الى المواطن ويمكن ان تكون التجربة السابقة كافية للحكم. الرابع يقول: ارجو من الوزراء الجدد الحذر من التصاريح والوعود الاعلامية فهذه اثبتت فشلها ويكفينا نزولهم الى الواقع وتلمس احتياجات الناس من خلال زياراتهم الشخصية والمفاجئة وليس من خلال زياراتهم فروع وزاراتهم التي غالبا تضيع فيها الحقيقة بين الاجتماعات واللجان واعداد التقارير والمجاملات فنحن اليوم امام تحد يجب ان نثبت فيه ان مقوماتنا الدينية والتاريخية واصالة مجتمعنا ودولتنا هي خير الموجود. كذلك لاحاجة للتكليف بنشر الموائد وذبح الخرفان والقعدان ابتهاجا بزيارة السيد الوزير والاخيرة كلمة السيد الوزير قالها احدهم في احدى امنياته ان نلغي كلمات التبجيل والتعظيم مثل صاحب المعالي والاكتفاء بكلمة السيد ولان بلدنا بعد فترة سوف تغص بمن يحمل هذا اللقب هم يريدون الوزيرالذي يخرج من عباءته ويلتقي مع الناس ويشاركهم في مشاكلهم والا يعتمد على التقارير التي تصله وعباءته عليه حتى اثناء عمله وفي مكتبه الخاص هم يريدون الوزير الذي يحس بأحساسهم ويتفاعل مع مشاعرهم. الخامس وكان اكثر تشاؤما قال كل شيء (مكانك سر) مادام ان وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية تتحكم في كل صغيرة وكبيرة في كل وزارة فالوزير لايستطيع ان يلغي او ينقل او يعين او يكافئ او يحاسب موظفا لان مبدأ الثواب والعقاب لايملكه كذلك فان اي مشكلة مالية لايستطيع ان يجد لها حلا الا بعد استئذان وزارة المالية وكأن هاتين الوزارتين ترجعاننا الى نصف قرن مضى عندما كانت وزارة المالية (ام الوزارات) اخيرا فان لكل وزارة ظروفها ونظامها وقد يكون ماذكر غير مقبول من البعض ولكن هذه نظرة المواطن التي يجب ان نحترمها مهما كان فيها من هضم حق او اجحاف لوزارة ما فهذه الوزارات هيأتها حكومتنا الرشيدة من اجل المواطن وتحقيق تطلعاته.

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments