العولمة ورأس المال الجبان

الأثنين 27 شوال 1421هـ 22-1-2001م

الصحيفة : الإقتصادية

22/1/2001م أثار عبد الله بابطين قضية العولمة وجبن رأس المال ، في العدد 2643 من ((الإقتصادية)) في 3/1/2001. ودق الكاتب من خلال مقالته ناقوس الخطر ، ليوقظ رأس المال النائم من سباته العميق ، وأحلامه الوردية ، التي ابتدعها خياله الطموح في كيفية استقبال هذه العولمة ، بالطبل والمزمار وقرع الدفوف والتجمل والأحضان . ووصلت الرسالة إلى العولمة وأولياء أمورها فابتهجوا لترتيبات هذا الإستقبال الحافل ، والكرم العربي ، بأسلوب عمنا حاتم الطائي . وجاءت العولمة ومعها وصيفاتها من ((الجات وأخواتها)) وفرعت الإقليمية أيضاً وولت هاربة ، بعد أن قزمها هذا الإستقبال المهيب، وأصبح الملعب خاوياً . كيف لا وقد انهار النظام ثنائي القطبية، والذي أصبح أحادي القطبية. ونجح في تغريب العالم بعامة والدول النامية خاصة، تحت عبائة العولمة، حيث نقل نمط التنمية والثقافة منها إلى دول العالم باعتباره النمط الأمثل. كل ذلك تحت مصطلح العولمة الذي أصبح لصيقاً بكل ماهو عبقري وكوكبي، ومتقن وسريع وضخم . وانتهت الزفة وراحت ((السكرة)) وجاءت الفكرة، وانكشف المستور واكتشفت رأس المال أن العولمة تكذب عليه، ولكنها تتجمل . فهل سيظل رأس المال مرتعداً وجباناً بعد ذلك؟ أناشده أن يتخلى عن الجبن ويواجه هذه العولمة وتوابعها بتكريس وتعظيم الإنتماء والمواطنة أولاً، ثم بالدراسة والتخطيط الموضوعي. لكي يتحدى هذا الغريم القادم . وأقول له : أفق من غيبوبتك وخذ مكانك وواصل مسيرتك، وواجه السيدة عولمة وأقاربها بالعلم والعمل والمواطنة والإنتماء لهذا الوطن المعطاء، والإقليمية القائمة على التكامل حتى تزول تحديات مسمار جحا ويهدم حائط المبكى وأذكره بقول المتنبي : إذا المرء لم يرزق سلاما من الأذى فلا الحمد مسكوباً ولا المال وافياً

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments