علموني ما العولمة؟
السبت 30 محرم 1423هـ 13-4-2002م
الصحيفة : الاقتصادية
قرأت الإستطلاع المنشور في ملحق ((يوم الإقتصادي)) يوم 27/1/1423هـ وتعليقات بعض رجال الأعمال ، ولن أدخل في تفاصيل ما نشر لأن كلا له رأيه . ولكن بمقدار وكثرة ما نشر عن العولمة والإنضمام لمنظمة التجارة العالمية حتى تاريخه وربما إلى ما بعد تاريخه لم تتضح الرؤية عن هذه المنظمة أيضاً موقفنا فنحن يوم (مع) يوم (لا.مع) العولمة لا أقصد (ضد العولمة) لأننا لا نريد الإضداد بل نريد الأصدقاء . ولربما أن منظمة التجارة العالمية لها من المعجزات وغير المعجزات ما جعلها مثل أمهر بيوت الأزياء ((وغالبية العاملين من ذوات الحسن والجمال)) تقوم بتفصيل الثوب وفق ما تريد هي لا مايريد الزبون ومن قدرتها تقوم بتحجيم هذا الزبون حتى يصل إلى مناسبة الثوب المفصل له. وسعيد الحظ من يوضع له القبول ولو على حساب زيادة في كمه لتطول يده أو في وسطه ليكبر (كرشه) أو في قصر ثوبه لتبدو محاسنه وكل هذه الأمثلة ليست للتسلية بل هذا الواقع الذي يجب أن نقبله في جميع وطننا العربي وحتى في الشرق فنحن في ((الهم سواء)) لذا نصيحتي لرجال الأعمال إلا يشغلوا فكرهم وفكرنا بإقتراح دمج المؤسسات الصغيرة أو المتعثرة أو .. أو .. فهناك واقع سوف يقع وإقرار سوف يقبل ويطبق وأنصحهم بترك الناس فهم أدرى بشئونهم ولست أقصد بذلك أن التأجر يجب تزكيته قبل قبول شهادته والأخيرة ليست من بنات أفكاري بل هي من طيات الكتب في مقالة سابقة اقترحت وأعيد الإقتراح مرة أخرى أن يقوم ((التجار)) بإنشاء صندوق يطلق عليه ((صندوق العولمة)) ليس بالضرورة وهي طبعاً الأهم ثم الإجتماعية ثم الإقتصادية والأخيرة هي المتصدرة في الصحف والمقابلات. أما الأولى فهي الأهم لأن أي شئ يخالف شريعتنا مرفوض .. ومرفوض دون تردد ومهما كان مصدره أو جهنه لذا السؤال الذي يرفض نفسه : من يستطيع أن يعلمنا عن العولمة هل هي متوافقة مع شريعتنا أم العكس ؟ كذلك فإن صندوق العولمة مطلوب منه إرسال مجموعة من طلاب الإقتصاد والشريعة إلى البلاد التي خرجت منها فكرة العولمة ليمكن فهم العولمة كعلم وكتطبيق ثم الخروج بمفاهيم متلائمة لهذه العولمة أو البدائل المقترحة مع أنني أشك في إمكانية البدائل إن كانت العولمة من الغرب وغرب الغرب فهؤلاء أعاذنا الله من شرهم سوف يحجمون هياكلنا كما يريدون وما مشكلتنا في فلسطين إلا أقرب مثال على ذلك .. ولو أننا أوجدنا هذا الصندوق منذ بداية السماع بهذه العولمة لكفانا الكثير من الدراسات والآراء والمقترحات . لذا أكرر الرأي بفتح صندوق لنطلق عليه ((صندوق دراسات العولمة)) ولربما في هذا المجلس الجديد للغرفة التجارية وبأفكار الشباب وحماسهم نخرج بمعطيات أكثر واقعية وتعمقاً في القرار الصائب والسليم .