جبن رأس المال لا يناطح العولمة
الأربعاء 8 شوال 1421هـ 3-1-2001م
الصحيفة : الإقتصادية
حالنا مع العولمة مثل حال المقولة ((أقبل أو لا تقبل؟)) تختلط الأفكار مع مضي قطار العمر وهو هنا الإنعزالية والإنفرادية ومشاكلها الإجتماعية والإقتصادية والتضحية صعبة جداً ، فهي على حساب مؤشرات تصعد ومؤشرات تهبط ، وماهبط أكثر وخسارته أفدح أخطر . واللجوء إلى المستخرجات الوطنية لايزال في بدايته وكل شئ في البدء يحتاج للنضج وقد تكون العيون عليه كثيرة ، فيصاب بعين لاتقوم له بعدها قائمة ، ولكن ضمن المرتكزات المدروسة والسرعة المحبذة قد تحمي بعضاً من أهداف الأمة نحو رعيتها وهذا هو المطلب والهدف . لذلك كله فإن المجلس الإقتصادي الأعلى ومجلس النفط الأعلى وهيئة الإستثمار ، مرتكزات جاءت في وقتها وستتلاشى مافات ، ولكن أمام العولمة وأعوانها وهم أقوياء وأشداء لايرحمون فمن لنا بصندوق النقد الدولي ومن لنا بالبنك الدولي ، ومن لنا بمنظمة التجارة العالمية ، ومن لنا بمنظمة التجارة الغربية . ومن المهم جداً قبل التورط في العولمة ، أن نعرف ما العولمة ؟ واقترحت إرسال بعثات تجارية دراسية للدول العظمى والدول التي مرت بتجربة العولمة ، مثل دول نمور آسيا ، والدول المتضررة من تطبيق العولمة ، مثل الفلبين، إندونيسيا ، والدول صاحبة النفوذ والقرار ، وليكن ذلك بحال السرعة ومهما كلفنا من مبالغ . المهم أن نسرع كما أسرعنا في إنشاء هذه الهيئات والمجالس ، كما أنني طالبت القطاع الخاص بالتهيؤ السريع والفوري من خلال قنوات التجارة المعروفة ، وأن يكون له دور خارج الحدود وكفى سباتاً وتلكؤا أمام هذا الغزو الذي لن يبقى ولن يذر أو يترك أحداً منهم . تكفينا السنوات الماضية خوراً وجبناً ولانريد أن تزداد نسبة البطالة ، وأن تقفل أبواب شركات وطنية قائمة ويترك المجال للشركات المقبلة من الخارج لتتبوأ عرش الأعمال، والكل يتفرج ولا نريد أن نغالط أنفسنا، ونظن أن لدينا القدرة الإستيعابية والخبرة التجارية حتى نقف أمام هذا الأخطبوط والذي سيمد ذيله لكل صغيرة وكبيرة . السؤال الذي يفرض نفسه . هل نحن فاعلون أم لا يزال راس المال جباناً، ويستمر جباناً إلا أن الملاحظ في مجتمعنا وبالذات أصحاب القلم والمختصون أن آراءهم متباينة بين مؤيد ومعارض و ((بين بين)) وفئة أخيرة أمثالي تائهة لا تدري من أي جهة سيصيبها التصدع كم تمنيت من يرتق هذا الصدع، خصوصاً أن التصدعات أصبحت هاجساً وحديث مجالسنا وبالذات من ينعمون بالبحيرات أمام منازلهم وأصبحت لديهم المناعة ضد صدع النواميس، فهل العولمة صدع آخر يضاف إلى إخوانه وأخواته، وكما يقال: لايضر الشاة سلخها بعد ذبحها . هاجس موجه إلى وزير التجارة لعل فيما يقوله بلسما وفصلاً لإختلاف الآراء، عجباً لهذه العولمة وماأكثر تشكلها، فتارة بالحرب، القتل، التدمير، والإحتلال بالقوة، وتارة بتحريك أدوات سحرية لها قوة ونفوذ ((شبيك لبيك)) وتراة تأتي بلباس النسك والحماية والناس سواسية وتتخذ صفة المصلح صاحب الأيادي البيضاء، وتارة بالإحتلال والسيطرة، ولكن دون إراقة دماء، أو إطلاق رصاص، بل بالقبول والترحيب وفتح الأسواق قبل الصدور كما قيل ((يد لا تطولها قبلها)) . حقيقة، ماأكثر من سيلثمون هذه الأيادي تقبيلاً ورجاء لأن يعمل ابني وابنك ضمن هذه الشركات وعلى أرضنا، والله من وراء القصد .