رأب الصدع في حمى وادي الصدع
الأثنين 3 شعبان 1421هـ 30-10-2000م
الصحيفة : اليوم
في البدء نرفع أكف الضراعه الى المولى الكريم أن يرفع عنا هذا البلاء و أن يشملنا برحمته و رضاه وأن يرحم أمواتنا و يرفق بالأحياء منهم ويكشف ضرهم و يشفي مرضاهم إنه ولي ذلك و القادر عليه , ثم الشكر لولاة الأمر و الذين أرخصوا المال و الجهد لمكافحة هذا الوباء ويكفي أن تكون المحطة الأولى لولي العهد الكريم بعد رحلته الخارجية الميمونه منطقة جيزان وليكون عن قرب بآخر مستجدات الحدث وما زيارته للمرضى إلا بلسم لهم و استشعار لرابطة الأبوة و إحساس المسئول عن شعبه و أمته و الشكر موصول للوزراء الكرام الذين جعلوا من جيزان سكنا لهم يعايشون الحدث أولا بأول و يكفينا ما نشاهده على وجوه هؤلاء الوزراء من اهتمام و حرص شديدين على سرعة تنفيذ الأوامر السامية للقضاء على الوباء كل ذلك غيره مما يوحي بتلاحم أبناء هذا الوطن الغالي يجعلني أطرح بعضا من الأفكار لعلها أو بعضها يفيد . أولا : إنشاء مكتب تنفيذي مستقر في منطقة جيزان و ينبثق مما أصدره المقام السامي و يتبع مباشرة لأمير جيزان و عضوية كبار المسئولين في الوزارات المختصة على أن تكون اقامتهم بمدينة جيزان , يزيد من تأكيد هذا الطلب ما ورد في جريدة الشرق الأوسط للدكتور وليد فتيحي بتاريخ 11/7/1421 هـ أن هذا المرض ينتقل إلى فصيلة من البعوض Aedes عندما تتغذى من امتصاص دم حيوان مريض و هذه البعوضة قادرة على نقل الفيروس إلى سلالتها و أبنائها (بيض البعوض) وهذا البيض بمقدوره أن يبقى مختبئا لعدة سنوات في المناطق الجافة و لكن عند سقوط أمطار جديدة وإن كان بعد بضع سنوات تخرج اليرقات من البيض لتكون جيلا جديدا من البعوض الحامل للفيروس و الذي يقوم بدوره في نقل الفيروس إلى الحيوان من جديد …إلى آخر ما ورد بالمقال فحتى ذلك نجد لزاما علينا إنشاء هذا المكتب لمكافحة حمى الصدع بشكل دائم في منطقة جيزان و اعطاء هذا المكتب الصلاحيات المالية و الإدارية و الفنية و الصحية المباشرة و تخصص ميزانية تابعة مباشرة لهذا المكتب بمجرد التخلص التام من الوباء بمشيئة الله و ما قد ينشا عنه بعد ذلك ثانيا : التوقف الإعلامي عن (رمي المسئولية) بين بعض الإدارات و الأخرى …. لأن الجميع في ميدان واحد و همهم واحد و هدفهم واحد . ثالثا : لأن بلادنا ورجال الأعمال لدينا فيهم من النخوة و الحب و الانتماء الشيئ الكثير فقد سرنا جميعا مشاركة القطاع الخاص كل بجهده سواء بالسيارات أو المبيدات و غيرها , و حتى تكون هذه المشاركة الوطنية ملموسة ويجازى مقدمها بالشكر و العرفان أتمنى فتح المجال لمن يريد المساهمة وليكن تحت مظلة هذا المكتب و بمسمى يخدم هذا الهدف , لا شك أن الكثير يرغب في المشاركة و يعلم علم اليقين أن الدولة حفظها الله لن تتأخر في أي التزام و لكن المواطن لحبه و انتمائه لوطنه يتمنى أن تتاح له مثل هذه الفرصة و التي نرجو العزيز الكريم ان يرفع عنا ضررها. رابعا : التكثيف الاعلامي مهم جدا سواء في الوقاية من هذا الوباء أو جهود الدولة حفظها الله والاعلام بكل مقوماته و عناصره فمثلا الصحف لا يمنع أن تخصص كل جريدة صفحة يومية كاملة لأجل التنبيه و الوقاية من هذا المرض و لتأخذ صفة الديمومة لمدة كافية حتى يمكن اجتثاث هذا الوباء أخيرا فإن جمع الجهود المتكاتفة من الجهات الرسمية و غير الرسمية ضمن قناة واحدة له أهميته خصوصا أن الداء عرف و أمكن معرفة طرق محاربته ولأن هناك لجنه عليا يشرف عليها أميرنا الوفي و الذي يتصف بالحزم و الجدية و الحنكة في معالجة المهم الصعبة , و المهم أن لا تتشتت الجهود مع حرص الجميع على العمل و حسن أدائه و لكن كما أشرت يبقى أن يكون هناك مكتب دائم لديه كامل الصلاحيات لتحقيق السرعه و الجودة في تنفيذ الالتزامات المطلوبة . الدعاء للعزيز الكريم أن يرحم الأموات و أن يلطف بنا و يحمينا من كل داء