أبابطين يتتبع مسيرة البطل واجه الفتن و الفرقة و القوى الأجنبية بالتمسك بالدين

الجمعة 14 جمادى الآخرة 1420هـ 24-9-1999م

الصحيفة : اليوم

لن اتعرض لسيرة قائد هذه الامة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن ال فيصل ,فهذه تحتاج الى وقفات , و لكنني بعجالة اقدم اقدم بعضا مما حوته بعض المراجع عن مسيرة هذا الشاب , و الذي اثبتت جسارته انه يتحلى بخصال الشيخ و الامير . هذه البساله و المهارة في القيادة و الولاء و المحبة لشعبه , وهذه الشخصية البارزه دون ريب بمقاييس ابطال الجزيرة العربية , وهذا ما اجمع عليه كل من المؤرخين و الرحاله من عرب و اوروبيين , فقد تمرس عبد العزيز في المنفى وتضلع باخلاق الصحراء و عادات اهلها ,عرف نقاط القوة و الضعف و كان يدرك تمام الادراك ان قوته من قوة حاضرة نجد , لذا اولاهم عناية خاصة و ادرك ان التمسك بالدين و رجاله – وهو احدهم – اهم علم يرفعه , و ان ذلك اسلوبة و دينه في حياته و تربيته لاولاده و لشعبه , و كثيرة هي القصص التي سمعتها من اقاربي عن عفة ونزاهة و تدين عبد العزيز , ويخطئ من يقول ان الطرق و المسالك كانت مهياة لعبد العزيز , ابدا لقد كانت الفتن و الفرقة و قوة الضد , بل القوة الاجنبية كلها كانت حصنا منيعا و مانعا اما طموحات هذا الشاب , و لكن تهون الصعاب امام تحقيق الهدف وكما اشرت فانني اعرض بايجاز مسيرة باني هذه الامة . فتح الرياض كانت هناك محاولة لفتح الرياض سنة 1318 ه . و حققت بعض اهدافها , و لكن بعد معركة الصريف غير عبد العزيز خطته فرجع الى الكويت , و لم يهدا له بال خلال هذ السنه , بل الح على والده الامام عبد الرحمن بمعاودة الكره فتوجه مع 40 رجلا , احدهم اخوه محمد وابن عمه عبد الله بن جلوي , و بعتاد ووسائل نقل لو لم يحطها الله بعنايته ثم بعزيمة الابطال لكان قدرها في نظر المخططين الفشل الذريع , و اثناء بالربع الخالي التحق به محاربون من قبائل شتى , فاخذ يغزو بهذه القبائل بعض قرى نجد الموالية لحاكم حائل , و لكن الاخير بعث برسائل الى السلطات العثمانية في بغداد و البصرة , طالبا ابعاد عبد العزيز عن الاحساء و التي كانت الحماية التركية تمثلها و عندما علمت هذه القبائل بذلك تفرقت من حوله خشية بطش الاتراك تخيل ايها القارئ الكريم وضع عبد العزيز و رفاقه امام هذا الوضع , و الذي يلح عليه فيه والده بالعوده الى الكويت …. كانت ايام شهر رمضان المبارك , فقرر ان يصوم وجماعته في واحة يبرين , و لعل الله يجعل كما يقال (العيد عيدين ) . وفي صباح خامس عيد الفطر اقترب من ضواحي الرياض , رسم عبد العزيز خطة ذكية, فقسم رجالة الى 3 مجموعات , واحدة ترابط عند الابل حتى الصباح , فان حل الصباح و لم يات خبر , فعليهما تدبير امرهما و الفرار من الموت و الثانية بقيادة اخيه محمد تراقب الوضع في مزارع الرياض , اما الثالثة فبقيادته شخصيا , و مهمتها دخول الرياض … و في ظلام الليل اجتاز المحاربون و على راسهم عبد العزيز سور المدينه في منطقة الشميسي , وتوجهوا الى احد خدمهم السابقين و يدعى (جويسر ) والذي يسكن بجانب منزل حاكم الرياض عجلان بن محمد . و من عادة الاخير ان يقضي اللي مع الحامية , التي يوجد بها زهاء 80 رجلا , و ذلك في حصن المصمك . تسلل عبد العزيز الى منزل عجلان , و حبسوا من كان فيه , ثم استدعى عبد العزيز شقيقه محمد مع الرجال العشرة الذين تركهم و راء اسوار المدينة , و اجتمعوا في منزل عجلان حتى راوا عجلان يخرج من باب المصمك , فاطلق عبد العزيز و رجاله النار , وهرعوا الى عجلان فحاول الهرب , ولكن في اللحظة الاخيرة تمكن عبد الله بن جلوي من قتله . لقد افادت المباغته عبد العزيز و رجاله فقتلوا من تعرض لهم و اطلقوا سراح 20 رجلا ممن اعتصموا بالبرج . البوصلة تشير شمالا كما اشرت استفاد عبد العزيز و رجاله من فرصة عدم اهتمام حاكم حائل , فسدد ضربات من جميع الاتجاهات , محاولا ان يؤمن حول الرياض على الاقل الحد الادنى من الاراضي , لتكون لديه القدرة العسكرية و الاقتصادية اللازمة لمواصلة الحرب ز فدخل تحت حكمه الخرج و الافلات و الحريق و حوطة بني تميم , واصبح نفوذه يمتد من الرياض الى بني الدواسر . و ما ان حلت ليلة الخامس من شهر محرم سنة 1322 ه حتى وصل بن سعود بقوته الى الحميدية التي تبعد عن عنيزة 3 ساعات بسير الابل , ثم ارسل الملك عبد العزيز الامير عبد الله بن جلوي مع 100 من الرجال , و كانت نتيجة ذلك ان هرب عدد ممن كانوا داخل قصر امارة عنيزة و استسلم الباقون . و بذلك دحرت قوات ابن سعود قوات حاكم حائل بقيادة ما جد بن رشيد , ثم عين بن سعود احد وجهاء عنيزة اميرا عليها , و هو عبد العزيز ال سليم . شجع ما حدث في عنيزة اهالي بريده على ايضاح موقفهم المؤيد للملك عبد العزيز فبعد يومين من دخوله عنيزه قدم له وفد من اهل بريده مؤيدين له , ثم توجه اليها بقواته فبايعه سكانها و بذلك اصبحت القصيم تحت حكم ابن سعود في مواجهة تركيا لكن ابن الرشيد اقنع الاتراك بان يقدموا له المساعدة , , و استجابت اسطنبول , و بعثت فصيلا قوامه 1000 جندي مع 6 مدافع بقيادة حسن شكري . ولتقرا رسالة العقيد حسن شكري موجهة الى عبد العزيز عندما كان في عنيزة يقول :- ( ان جلالة الخليف الاعظم بلغه الفتنة في بلاد نجد , و ان ايد اجنبية محركة له , فلهذا السبب بعثني اليكم حقنا للدماء ولمنع التدخل الاجنبي في بلاد المسلمين ) وانه رسالته بانه اا رغب ابن سعود في المساعدده فبوسعه ان يتمتع بنفس النعم التي يتمتع بها آل الرشي واليكم جواب عبد العزيز (واما الان فلا نقبل لكم نصيحه , و لا نعترف لكم بسيادة , و الاحسن انك ترجع من هذا المكان اذا كنت لا تود سفك الدماء , فانك تعديت مكانك هذا مقبلا الينا , فلا شك اننا نعاملك معاملة المعتدين علينا … فاذا كنت حرا منصفا فلا يخفاك ان سبب عدم اطاعتي هو عدم ثقتي بكم … و خلاصة القول ان كل العمال الذين راينا انهم خائنون منافقون فلا طاعة لكم علينا …. بل نراكم كسائر الدول الاجنبية ) المتمعن في الرسالتين يجد ان عبد العزيز كان هدفه الا يبقى مستعمرا او اجنبيا في بلاده , وان التجارب السابقة اثبتت عدم الثقة بهم , واثبتت مدى القوة التي يتمتع بها , ومع ذلك باءت هذه المحاولات بالفشل الذريع , بل اشتدت الفتن بين حكام حائل و بريده و عنيزة و انتهت جميعا بفوز عبد العزيز , و من ثم عودته الى الرياض , و اثناء عودته مر بروضة سدير و تشرف جدي عبد المحسن ابابطين باقامة و ليمة العشاء لعبد العزيز ومن معه ( انظر رسالة الملك لجدي عبد المحسن ) نحو الاحساء و القطيف لقد ظلت علاقة عبد العزيز بامارة حائل علاقة هادئه خلال عامي 1329 ه و 1330 ه فتوجه تفكيره الى توحيد الاحساء و القطيف لاهميتها , و لانهما جزء من الدولة السعودية السابقة , و ليخلصها من المستعمر التركي , فقد كان سكان الاحساء الذين ارهقهم ابتزاز الاتراك و ظلمهم ينظرون الى النجديين كمنقذين لهم , يؤيد ذلك ما كتبة قنصل روسيا في البصرة ان المتصرف العثماني في الاحساء ( جعل سكان هذا السنجق العرب في حالة ارهاق بالغ بسبب تعنته و طيشه ) لقد كانت عائدات الاقليم في عهد الادارة لعثمانية تعادل 37 الف ليره سنويا كما كتبت القنصلية الروسية في البصرة ( ان سلطة الاتراك على الاحساء كانت وهمية , وقد انتهت تقريبا خارج حدود المدن ) وفي جمادي الاولى سنة 1331 ه جمع عبد العزيز حوالي 8 الاف من المحاربين , و اقتحم الاحساء بغتة , وقام بهجوم على الهفوف , و لم يجد صعوبة في دخول المدينة , و تم اخلاء الحامية من جنودها و عددهم 1200 شخص , ثم دخل القطيف و ذلك بارسال سرية بقيادة عبد الرحمن بن سويلم , فدخلت دون صعوبة و بذلك تم توحيد هذا الجزء من بلادنا تحت راية عبد العزيز توحيد امارة حائل و قد تم ذلك يوم 29 من شهر صفر سنة 1340 ه , فقد قام عبد العزيز بالتوجه الى مواقع قرب حائل , على راس قوة مؤلفة – و فق بعض المصادر – من زهاء 10 الاف شخص , و حاصر المدينة لمدة شهرين , اضطرت حائل و كبار اهلها للاستسلام …. لقد عامل عبد العزيز اهالي حائل بالحسنى , فوزع عليهم المؤن و ما يحتاجونه من الاطعمه , خصوصا بعد الحصار الذي ارهقهم . دخول عسير كانت عسير تحت حكم العثمانيين , و بها امير من اهلها يدعى حسن بن علي آا عائض , و لكن الكثير من القبائل , مثل قحطان و غامد و زهران , وقفت ضد هذا الاخير , و ارتحل بعضها الى عمق الجزيرة و بايعت عبد العزيز على السمع و الطاعة , فجهز عبد العزيز جيشا قوامه زهاء 6 الاف شخص اسند قيادته الى ابنه فيصل , و في الطريق التحق بهذا الجيش 4 الاف من قحطان و زهران و شهران , و بعد دخول بيشة شارف فيصل على ابها و احتلها دون قتال , و ارسل اميرها السابق حسن آل عائض الى الرياض و عاش فيها مكرما . فتح الحجاز بعد استيلاء جيش ابن سعود على تربة , و التي قادها سلطان بن بحاد امام الامير عبد الله بن الحسن , و الذي هزم و تفرق جيشه في كل صوب , و كان ذلك سنه 1337 ه و قد اتجهت الانظار الى الحجاز فقد تزايد استياء الحجازيين من سلطة الملك حسين اذ ان الاخير بدا يرسل قوات مسلحه لجباية الضرائب , و التجا الكثير من المستائين الى نجد . في سنة 13442 ه دعا عبد العزيز علماء البالد و امراء المدن و القرى و زعماء الاخوا الى مؤتمر يعقد في الرياض , فقام الامام عبد الحمن خطيبا , و اشار الى تذمر اهل البلاد كافة من منع الملك حسين لهم من اداء الحج , و قام الملك عبد العزيز بشرح الموقف مما اجمع عليه الحضورمن وجوب اداء الركن الاسلامي سلما او حربا . و بعد دخول الملك عبد العزيز الطائف مكثت قواته تنتظر الاوامر , وكانت هذه القوات مكونه من مقاتلين من هجرة ( الغطغط ) بامرة سلطان ابن بجاد و عتيبة و قحطان و قبائل اخرى , و انضمت لخا قوة اخرى من الخرمة بقيادة (ابن لؤي) و لكن علي بن الحسين حاول تجميع قواته ووقف زحف جيش ابن سعود على مكة المكرمة لكن وضع الحسين اصبح ميؤسا منه , فاجتمع اعيان الحجاز و علماء الدين و كبار التجار في جدة و قرروا خلع الحسين عن عرشه لولده علي , الذي نصب ملكا على الحجاز ,ولكن الجيش السعودي استمر في غزوته , فدخل مكة المكرمة و بنادقهم منكسة الى اسفل , و امام ذلك طلب وجهاء الحجاز تنازل علي بن الحسين على العرش , و قام عبد العزيز بتكوين ادارة ذاتية , و انتخب مجلس شورى قوامه 11 عضوا برئاسة الشيخ عبد القادر الشيبي , و عين حافظ وهبه حاكما مدنيا لمكة المكرمه. وقد حاصرت قوات ابن سعود جدة لمدة عام , و كان عددها يتراوح بين 5 الى 6 الاف معظمهم من عتيبة و مطير و غامد و زهران , و قد انزلت هذه القوات النكسات على الملك علي , ماليا و سياسيا و عسكريا , و اخذ جنوده يتركون صفوف جيشه , بينما عبد العزيز يزداد قوة و تحسنا , و كانت الامدادات تصل اليه تباعا . وامام هذا الوضع المتردي ادرك الملك على انه لابد من تسليم البلاد للملك عبد العزيز وتنازله عن العرش , و على ان يرحل عن البلاد و يضمن عبد العزيز سلامة الموظفين و العسكريين و يمنح الجميع العفو العام . و اثناء الحصار توجهت قوات بقيادة فيصل الدويش و حاصرت المدينه المنورة , التي عندما اشتد الحصار على اهلها وافقوا على الاستسلام , بشرط ان تسلم لاحد انجال عبد العزيز , فارسل عبد العزيز نجله محمد و سلمت له . بذلك تم تحيد الحجاز و اصبح عبد العزيز يعرف بملك الحجاز و سلطان نجد و ملحقاتها . و اما بالنسبة لجازان فقد راى حاكمها الحسن الادريسي , ان من الافضل له و للحفاظ على بلاده من زحف حاكم اليمن ان يحصل على حماية الملك عبد العزيز و عقد معه اتفاقية مكة المكرمة سنة 1345 ه و لكن الحسن راى اخيرا اسناد ادارة البلاد الى الملك عبد العزيز سنة 1349 ه و بذلك تم توحيد منطقة جازان (المخلاف السليماني ) عمليا مع بقية المناطق اعلان التوحيد و بتاريخ 1 الميزان سنة 1351 ه الموافق 23 سبتمبر اصدر ابن سعود في الرياض الامر الملكي بنظام (توحيد المملكة) , التي تقرر ان تعرف منذ ذلك الحين باسم (المملكة العربية السعودية) هذه مسيرة الملك عبد العزيز الذي نادى المنادي من فوق المصمك صبيحة 5 شوال 1319ه (الملك لله ثم لعبد العزيز ابن عبد الرحمن) تحققت بفضل الله ثم بجهود عبد العزيز و عزيمة رجاله من اهل نجد , ان يرغم التاريخ بل يكرمه ليرويها سطور واقع لا اساطير خيال نصف قرن , استطاع خلاله هذا الشاب النجدي ان يوحد مملكه قال عنه البريطانيون (نابليون العرب ). و نحن ابناء من حارب و قاتل مع عبد العزيز نقول : يرحمك الله يا عبد العزيز , فقد وحدت الشمل , و جمعت الشتات , و الفت بين القلوب , و انشات مملكة شعارها التوحيد الخالص , لنسعد من بعدك , و لتسلم الامانه الى ابناء اوفياء تربو في مدرسة عبد العزيز وما اجمل قول الشاعر سعدت نجد في فضول الرخاء و التقت بالحجاز و الاحساء و بنجران اختها و عسير كلقاء الانداء بالاشذاء وطن وحدته شم السجايا و اتحاد الغايات في العلياء

guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments