يسروا ولا تعسروا
الأحد 14 جمادى الآخرة 1419هـ 4-10-1998م
الصحيفة : اليوم
لو حسب واحتسب أي مسئول منا مقدار السعادة وراحة النفس فى حالة تأدية خدمة لأي مواطن وسواء كانت الخدمة المؤداة من صميم عمله ويأخذ عليها أجرا أو من قبيل الشفاعة وابداء الرأي والمشورة.. أقول لو أعاد مقدم هذه الخدمة الأعمال التي قام بها يوميا وفكر فيها لوجد ارتياحا نفسيا يشعر فيه بالاطمئنان وبأداء الواجب على الوجه الذي يرضى الله سبحانه وتعالي ثم يرضى الله نفسه والمسئولين. وكان توجيه خادم الحرمين الشريفين ومجلس الوزراء نحو تذليل العقبات أمام المراجعين وبذل الجهد تجاه خدمتهم. وكأن لسان الحال يقول لنلغ بعض الكلمات من قواميس ادارتنا مثل (تعال بكرة ، معاملتك يراد لها درس ، ما عندنا لك سنع ، وش معجلك) كلمات تنزل على هذا المراجع كالصاعقة لأن المتربع على هذا الكرسي لا يهمه ماعاناه ويعانيه هذا المراجع الذي ربما أتى من مكان بعيد تاركاً أهله ومصالحه وباذلا المال في الانتقال والسكن والجهد الجسمانى واقفا أمام هذا الموظف هو للذل أقرب منه لشيء آخر وما أصعب كلمة (راجعنا بعدين) وبعدين هذه قد تستغرق أياما فيها من العناء وشد الأعصاب لهذا المراجع ما يعلمه إلا الله..وفيها من عدم المبالاة لدى هذا الموظف (إلاما شاء الله ) .. فهو في النهاية سوف يستلم الراتب كاملا.. كثيرة تلك الصور المريضة وما أحوجنا للقضاء عليها وما أحوجنا نتقي الله فى خلقه ونتقي الله في المال الذي نستلمه لقاء ما نقوم به من خدمة قبضنا أجرها ونحتسب المثوبة من الله سبحانه وتعالى. أعرف أنا ما أعطاهم الله سبحانه وتعالى من المكانة أعلاها ومن التعامل وحسن الخلق أفضله عندما يراجعهم أي إنسان مهما كان مركزه تجده يحاول جاهدا إنهاء معاملته وقد يقوم بنفسه لا جل السرعة فى تسليم هذه المعاملة منتهية .. كم هي السعادة لهذا المراجع والذي بلا شك سوف يدعو الله لهذا المسئول وقد تجد هذه الدعوة بابا مفتوحا فتكون خيرا وبركة لهذا المسئول .. والعكس هو الصحيح فاليسر ما كان فى شيء إلا زانه والعسر ما كان في شيء إلا شانه.