ذكراك الطيبة حياة أخرى لك
الثلاثاء 16 شعبان 1418هـ 16-12-1997م
الصحيفة : اليوم
معرفتي له منذ ثلاثين سنة، وهذه المعرفة بحكم الصلات القوية بينه وبين والدي محمد بن عبد العزيز أبابطين رحمهما الله جميعاً علاقة أخوة وعلاقة عمل .. والحديث عن الشيخ عبد العزيز الفالح لايوفيه حقه، فقد أدركت مدى اهتمامه بعمله وتفهمه لأوضاع الناس ودراسته لمشاكلهم .. وفعلاً كان رئيساً ناجحاً لهيئة الأمر بالمعورف والنهي عن المنكر، ونجاحه يبرز في حسن أخلاقه وحرصه على عدم تطور أي موضوع يعرض عليه، ويعرف كيف يتعامل مع الناس بأسلوب مميز حل بواستطه الكثير من الأمور، وبعد تقاعده لم تنقطع العلاقة معه، ولم تكن العلاقة وقتية بل استمرت بعد وفاة والدي رحمه الله، فكانت اللقاءات التي يشرفني بها في منزلي برفقة أنجاله، ومع أنه كان يعاني ألآماً شديدة في ظهره وركبتيه، ولكن يقبل الدعوة وفاء منه وكرماً، ولو أن ذلك كما أشرت على حساب صحته، ومن وفائه وحسن علاقته أنه زارني في إحدى المرات بدون أن أعلم بمجيئه، وعند وصولي إلى منزلي رأيته جالساً ينتظرني مدة طويلة، وعندما لمت نفسي على تأخري وعدم علمي به .. قال: ((يا أبو محمد أنا جاي لبيتي .. وهل يعزم الرجل في بيته؟!)). رحمك الله با أبا فالح، ما أجمل أخلاقك ودماثتك وحسن معشرك .